الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مصطغى الزرعوني

مصطغى الزرعوني
تموج الأحاسيس بمجرد التمعن فيما قدمه وطننا لأبنائه طوال العقود الماضية، وأي إنجاز نفخر به في فترة زمنية قصيرة جداً بعمر الدول، وأي مواطنين تراهم وهم يضاهون العلماء في صناعة أقمار صناعية هدفها المريخ ..!!

هي الإمارات التي تحدت في لحظة إنشائها محيطها الذي يتلاطم بصراعاته الأيديولوجية ويصارع مرحلة النكسة العربية وما عليها من صراعات متتالية وفترة إحباط في المنطقة..تلاحمت سبع إمارات لتحقيق رخاء أبنائها..نعم في لحظة كان الانتقال بينها سفر ..بلا شوارع، وبدوائر حكومية بسيطة، ونسب تعليم متدنية، تبحث عن اعتراف دولي بها.

أين أصبحت اليوم؟ إنها تكسر المؤشرات العربية وتتحدى العالمية وغدت نموذجاً للمنطقة بأنظمتها الإدارية وبنيتها التحتية وجواز سفرها الذي يحتل المركز الثالث عالمياً بحيث يسمح لمواطني الدولة بدخول 163 دولة حول العالم.


كل هذا في 47 عاماً فقط انتقلنا خلالها من تفرق وضعف لأن نكون أقوى الدول العربية وأصبح العالم يمر من هنا.. من أرض الإمارات، بمطار دبي الذي يحتل المرتبة العالمية الأولى في استقبال المسافرين من حول العالم، وبموانئها ذات الكفاءة العالية كموانئ دبي العالمية التي تدير 78 محطة برية وبحرية في 40 بلداً عبر قارات العالم الست، وبثقلها الثقافي الذي يشهد له معرض الشارقة للكتاب الثالث عالمياً أو بكونها عاصمة للتسامح.


وأنا أتمعن رأيت قبل أيام تجمع أبرز 500 مسؤول حكومي في مختلف القطاعات يستعرضون الجهود والبرامج كافة التي تم إنجازها لتحقيق رؤية الإمارات 2021 والأهداف للسنوات العشر المقبلة والخطط المستقبلية بوضع استراتيجيات مئويتها في2071.

ما تراه في الاجتماعات السنوية لدولة الإمارات يشعرك بالعزة، فقد سرت بين محطات الاستراتيجيات السبع خلايا النحل التي تفكر على مدار العام ..ترسم التحديات وتتابعها بشكل يومي حسب مؤشرات مدروسة لمراقبة عمل كل وزير ومسؤول والنظر في أدائه،من دون تهاون أو بطء، في حكومة يترأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فهو المطلّع الأول على أدائهم ويكشف القصور أمام الكل في الاجتماع للنظر في كيفية تحطيم الصعاب ومساندتهم على ذلك عبر مختلف المجالس التنفيذية المحلية منها والاتحادية.

هذه هي الإمارات السبع المتحدة التي تتكامل وتتنافس لخدمة الإنسان الذي يعيش بين ربوعها، تضع يدها على الخلل ويعمل فيها الجميع نحو هدف واحد.

نحن الثورة الحقيقية التي غيّرت المشهد وأصبحت قطباً يحتذى به،وهل للأحاسيس حق في ألا تموج؟ كيف ستكون مع مئويتها وكيف سيكون مستقبل أبنائنا الذين يسهر آباؤهم اليوم ويغيبون عنهم طويلاً لتحقيق الحلم لهم !؟

[email protected]نحن الثورة