حول (الموسيقى) في ثمانين عاماً

في 1938 ومن أحضان لبنان، شهد العالم ولادة أرق فنان، (إلياس الرحباني) الموسيقي الملحن الموزع، والرائع العظيم المبدع، الذي سمع صوت البيانو لأول مرة، حينما كان في الرابعة من عمره، فظنّ أنها جزء من الطبيعة، تصدح بأوتارها البديعة، أما في سن السادسة فبدأ بعزف المقطوعات الكلاسيكية، بطريقةٍ احترافيةٍ ومميزةٍ وذكية، ولكنه في عمر الـ 19 أصيب في يده اليمنى، فتحطمت أحلامه الوردية كما لم يتمنى، ومع ذلك لم يهزمه اليأس ولم يفقد المعنى، بل استمر وناضل وكافح بيده اليسرى، إلى أن أصبح ملحناً مثل بقية أفراد الأسرة، وبالتحديد أخويه المُلحنين (عاصي ومنصور) اللَّذين يكبرانه بكثير، وبهذا تميَّز عن أقرانه بشكلٍ مثير.

اشتغل (إلياس) مع الإذاعة اللبنانية، وكذلك «بي بي سي» البريطانية، فقد كان كاتِباً وشاعراً ومنتجاً، ومستشاراً وموسيقاراً ومُخرجاً، ومن أهم ألحانه السينمائية، الخاصة بالموسيقى التصويرية، فيلم «دمي ودموعي وابتسامتي»، و«حبيبتي» و«أجمل أيام حياتي»، وأيضاً أعماله الخالدة مع (فيروز، وصباح، وماجدة الرومي، وملحم بركات، ووديع الصافي)، فحصد الجوائز العالمية واكتسب الحب الخالص بالقلب الصافي.

الجدير بالذكر أنه نُصّب عميداً لأكاديمية روتانا لتعليم الغِناء، ولكنه استقال سريعاً تفادياً للإهمال والاستهتار والعَناء، كما وُلِيَ عضواً في لجنة التحكيم في ستار أكاديمي، حيث استثمر المهارات وأبرز الإبداع الآدمي.

[email protected]