الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

وهم النجاح

وهم النجاح

فاطمة المزروعي

قد يعتقد البعض أن النجاح واضح ولا يوجد أي ضبابية أو لا يمكن للعين أن تخطئه، والحقيقة أنه يوجد أنواع مختلفة من النجاحات التي نحققها وقد نعتبر أننا حققنا نجاحاً في حقل ما، بينما الواقع ينم عن حاجتنا إلى نوع آخر.

أسوق لكم مثالاً عن الناجحين الذين يحتفلون بتحقيق أهدافهم، ستجدهم يختلفون عن أولئك الذين يسعدون لأنهم وصلوا إلى المرحلة ذاتها التي سبق أن حققها آخرون قبلهم، وهذان النموذجان بينهما فرق كبير وجوهري.

فالناجح الذي حقق هدفه، صنع مجده والقمة التي هو يتربعها، لأنه توجه نحو هدف هو من وضعه، أما الآخر فقد قلّد وسار على نهج وطريقة الآخرين. إذاً، هو لم يحصد نجاحاً مطلقاً، فقد حقق هدفاً مكرراً قد لا يكون ملائماً له. على الرغم من أننا لا نستطيع أن نصفه بالفشل، لكنه يبقى نجاحاً أقل تواضعاً ممن عمل ليبتكر ويبدع شيئاً جديداً.


يمكن تطبيق هذا على مختلف جوانب حياتنا، خصوصاً في حقل العمل، فعندما تقرر التقليد والعمل بوتيرة من هو ناجح، فلن تقدم شيئاً جديداً لبيئة العمل، ولن تخدم اسمك، إذ ستكون صورة مكررة ليس أكثر، على الرغم من أنه قد لا يأتي أحد ما ويلومك أو ينتقدك. لكنك لن تثير انتباه مرؤوسيك لكونك مبتكراً ومبدعاً، قد يصفونك بالنجاح، لكن يمكن الاستغناء عنك. الناجحون حقاً لا يمكن التخلي عنهم، لأنهم يحدثون فراغاً مدوّياً وواضحاً .. وهذا هو النجاح الحقيقي.


[email protected]