العمل بشغف

فكرة أن نخوض تجربة مغايرة عما اعتدنا القيام به، هي بمنزلة الضوء الذي يتسلل إلينا من نوافذ الحلم ليؤكد لنا أن هناك طاقات جديدة لم نكتشفها في دواخلنا بعد.

ومع نهاية عام من أعمارنا لعلنا نتفاكر في هذه الأيام عما حققناه وما نريد تحقيقه من أهداف قادمة، أجلس على ناصية العمر لأراجع خياراتي. وقد قلت لأختي الصغيرة، أني لا أشعر بالندم لأني أمضيت أكثر من عشرة أعوام في العمل الصحافي الميداني، براتب زهيد وبلا امتيازات أو أمان وظيفي، لأن ذلك هو الطموح الذي سعيت إلى تحقيقه عندما كنت في عمرها الآن.

الصحافة والكتابة بالنسبة لي شغف لا أمله، ولو أن الكثير من الروتين قد قادني نحو استكشاف جوانب خفية لدي، أبرزها قدرتي على العمل في مجالات العلاقات العامة والتسويق، بل الانتقال إلى مستويات عملية أعلى عما كنت قد اعتدته، وسأنسب الفضل في ذلك إلى الإيمان بأن الإنسان قادر على الإنجاز والإبداع طالما تداخل ذلك بالمحبة. تضحك أختي وأنا لأني لن أصبح مليونيرة على حدّ وصفها، وربما ذلك حقيقية جاهرة لمن اختار مثلي العمل في شيء يحبه لا العمل في شيء يجني له الأموال الكثيرة ولو كان يكرهه.

في العام الجديد 2019، سأحرص على أن أستمر في الإنجاز كأني بدأت مسيرتي العملية بالأمس، لا شيء يستطيع كسر الروح التي تتغذى بالعمل والإنجاز.

[email protected]