الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

المجتمع هو الأساس

المجتمع هو الأساس

سليمان الظهوري

كان والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» يؤكد دائماً أن غاية التنمية سعادة المواطن، وأن بناء الإنسان يأتي في المرتبة الأولى ضمن سلم الأولويات، وعلى هذا المبدأ تسير قيادتنا الرشيدة من حيث توجيه كل السياسات الوطنية نحو إسعاد أفراد المجتمع وتمكينهم، ونحن اليوم نحتاج ترسيخ هذا المبدأ أكثر فأكثر على مختلف الأصعدة، حيث يجب أن يُراعى الأثر المجتمعي في مختلف القرارات والمشاريع والتوجهات، بل يجب أن يشارك المجتمع في وضعها من الأساس، لأنه هو الأساس، قيم المجتمع ومصلحة المجتمع يجب أن تكون في المقدمة دوماً.

الفكرة هنا أن بعض القطاعات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، تعمل في معزل عن المجتمع، حيث لا تحرص على الأخذ برأيه عند رسم سياساتها وخططها، ولا تراعي التأثيرات المجتمعية لقراراتها وأعمالها، وقد نست هذه المؤسسات أو تناست أنها ما وُجدت إلا لخدمة هذا المجتمع، وأن تؤدي واجبها في تحقيق الغاية الرئيسة للبلد المتمثّلة في إسعاد المواطنين، هذه المؤسسات تضع برامجها من تلقاء أنفسها، وأحياناً تكون هذه البرامج مخالفة لصميم قيم المجتمع، أو لا تصب في تحقيق مصلحة أفراده ولا تحقق سعادته، وهنا يبرز مفهوم المسؤولية المجتمعية للمؤسسات، هذا المفهوم لا يقتصر على مبادرة بيئية لإعادة تدوير الورق، وأخرى طبية لفحص الموظفين، أو تخصيص ممر لذوي الهمم وكبار المواطنين، هذه وغيرها أمور في غاية الأهمية، لكنها ليست كل شيء بالنسبة للمسؤولية المجتمعية!

لا بد من أن نضع المجتمع في المقدمة دوماً، وأن نستوعب أن المسؤولية تجاهه لا تقتصر على ما ذكرناه آنفاً من أمثلة، بل أساس المسؤولية تجاهه أن نجعله شريكاً في صنع مستقبله، وجزءاً أساسياً من مدخلات صنع القرارات ورسم السياسات وبناء الاستراتيجيات في مختلف المجالات، لا بد من أن تكون قيم المجتمع نصب أعيننا دائماً، نرتكز عليها في إدارة بلادنا ومؤسساتنا، ونغرسها في شبابنا وأجيالنا، ونفتخر بها أمام الأمم والعالم، كما لا بد من أن تكون مصلحة أبناء المجتمع نصب أعيننا، أن نستثمر فيهم ونسعى لتمكينهم، أن نحرص أكثر على راحتهم وأمنهم وسعادتهم، ألا نصدر قرارات تمس معيشتهم، أن نبذل الغالي والنفيس لتوفير منظومة متكاملة لهم من الخدمات والمنافع والفرص، هذا المعنى الأدق والأشمل للمسؤولية المجتمعية.


[email protected]