الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

طريق مظلم

طريق مظلم

عبدالله النعيمي

لدي قناعة أؤمن بها كثيراً، مفادها بأن السير في الطرق المظلمة لا يفضي إلى خير، وحتى لو سلم العابر مرة، فإنه لا يأمن على نفسه من المخاطر في المرات التالية .. لذلك لا غنى عن النور.

في الفقرة السابقة أتحدث عن النور الذي يضيء لنا الدروب، لكن ماذا عن النور الذي يضيء لنا العقول، ويمكننا من رؤية الأشياء على حقيقتها، وفهم الأمور بشكل صحيح؟

من دون تردد، أجيب: حاجاتنا إلى هذا النور أهم، وأكثر إلحاحاً .. وما أخطر أن يتبنى الإنسان مفاهيم لا يدرك معانيها الحقيقية، ويردد شعارات لا يعرف إلى أي منحدر يمكن أن تهوي به.


تستوقفني من حين إلى آخر عبارات عدائية، صاخبة، ساخطة .. تكتبها فتيات صغيرات في مواقع التواصل الاجتماعي .. تشكو ظلم الأهل والمجتمع، وتتوعدهم بالتمرد والعصيان، وتستخدم في لغتها مفردات هابطة، فيها من العنف والبذاءة الكثير .. ولأن البيوت تخفي وراء جدرانها الكثير من المآسي والأسرار، فأنا لا أستطيع نفي معاناة هذه الفئة، أو تأكيدها .. لكن الشيء الذي أستطيع التأكيد عليه، هو أن الطريق الذي تسير فيه مخيف للغاية، ولا اعتقد أنه سيفضي إلى خير.


قبل أيام قليلة، قرأت تغريدة لفتاة تقول فيها أنها تعرضت لتعنيف عاطفي من والدها، وفي سياق شرحها لهذا النوع من التعنيف ذكرت أنه رفض تزويجها من حبيبها الأجنبي، ونتيجة لهذا الرفض أعلنت عصيانها له، وتمردها على قراره رغم أنه - باعترافها - لم يبخل عليها بشيء.

ولأننا نعيش في عصر الفضاء المفتوح وجدت هذه الفتاة من يصفق لها، ويثني على تصرفاتها، ويحرضها على التمادي أكثر .. وهم في غالبيتهم فتيات في مثل عمرها، يصنفون أنفسهن على أنهن نسويات، رغم أني أشك كثيراً في استيعابهن لهذا المفهوم، وإدراكهن لجميع حيثياته.

وأنا أقرأ كلامها .. تساءلت «هل النسوية وفق مفهوم الأجيال الجديدة تعني الجحود والتمرد على الآباء لأتفه الأسباب؟».

البعض يسعى لتعزيز هذا الفهم في أذهان الناشئة، وهو فهم ينذر بالكثير من المخاطر!

[email protected]