الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الفئران في حضرة السينما

الفئران في حضرة السينما
حينما سلمنا الدكتور مدحت العدل نص التخرج من ورشة كتابة السيناريو، ظللت أفكر طويلاً وهو يطلب منا أن نفكر خارج الصندوق، ألا نتقيد بفكرة القصة التي كتبها الأديب الراحل نجيب محفوظ، وألا ندور حولها، يمكننا أن نمضي إلى أبعد من الفكرة التي أراد صاحب نوبل للآداب الوصول إليها، قصة «قوس قزح» تدور حول أسرة مكونة من أب وأم وفتاة وولدين، وتلجأ الأسرة لعقد اجتماع بعد رغبة الابن طاهر، وهو الأصغر، في خطبة ابنة الجيران قبل أن تمضي مع أسرتها إلى إحدى الدول العربية، وهكذا تدور الأحداث حول طاهر وأسرته.

ظللت أفكر كيف لي أن أصيغ هذه القصة إلى عدد من المشاهد، وكيف أستطيع أن أكون متفردة ومختلفة، ففكرت أن أحول القصة إلى فيلم كرتوني كوميدي، وأن يتحول الأبطال جميعهم إلى فئران، وتخيلت أن الأب قد أحيل إلى التقاعد وهو مصاب بأولى مراحل مرض ألزهايمر، فيما تعمل الأم مديرة مدرسة لغات في القرية التي تعيش بها أسرة الفأر طاهر، وألغيت فكرة وجود أخ يكبر طاهر، وأبقيت الشقيقة التي رسمت لها دوراً مختلفاً، وأطلقت عليها اسم زلابية، وهي تعمل خياطة أو مصممة أزياء، وبما أن العمل الذي أقوم به كوميدي، فلا بد أن تكون هناك مواقف مضحكة، فعملت على أن تكون زلابية سارقة لأعمال مصممين هواة وتنسبها لنفسها، نفعها في الاستمرار في السرقة عدم قدرة فئران القرية على معرفة ما يدور في المدن، أما طاهر فقد كان فأراً متعدد الأحلام ويرغب في الهرب من القرية والعيش في المدينة، وأن حلمه بدلاً من الوصول للارتباط بابنة الجيران، هو التصوير مع النجم لاعب الكرة العالمي محمد صلاح، وهكذا بدأت العمل على مشروع التخرج، ما تطلب مني مشاهدة العديد من أفلام الكرتون الشهيرة والاستفادة منها.

إن أول حيرة وقفت أمامها وأنا أعمل على مشروع التخرج، لماذا اخترت الفأر بطلاً؟ وكان الجواب: لأن السينما العالمية صنعت من هذا الحيوان بطلاً، ومن الطبيعي أن أجد نفسي متأثرة بالسينما العالمية وأنا أقوم بأول عمل سينمائي لي، لا يمكنني أن ألغي فكرة التأثر بالفأر «ميكي» الشخصية الكرتونية، التي تم اختراعها لأول مرة من قبل والت ديزني وأب أيوركس في سنة 1928 في شركة والت ديزني، وهم أيضاً الذين ساعدوا سندريلا في الوصول إلى حفل الأمير من خلال جر العربة، وهو الحالم بأن يكون طباخاً في فرنسا، لذا، فكل ما حدث لي وأنا أكتب المشاهد، ما هو إلا استرجاع لما احتفظت به ذاكرتي.


[email protected]