الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

لغة الزهور

لغة الزهور
في هذه الآونة نستمتع هنا في الإمارات بالأجواء الربيعية التي تنعش الفؤاد وتمتع النفس وتُثلج الصدر، كما أنها تزين العيون بأنواع وألوان الزهور التي تنشر الفرح والبهجة، وتعطر المكان بروائح الجنة من كل صنف ولون.

الأجواء تستدعي للذاكرة رائعة الشاعر بيرم التونسي التي غنتها أم كلثوم، وغيرها مثل ذكريا أحمد الذي لحنها، وسيد مكاوي وسواهم، وتقول كلماتها بالدارجة المصرية: «الورد جميل وله أوراق، عليها دليل من الأشواق»، وللفنان الراحل محمد فوزي أغنية تتحدث عن لغة الزهور تقول: «الورد له في روايحه لغات تجمع بين النار والجنة»، ربما كان جيل الشباب يجهلون هذه الأغنيات، لكنها فرصة للبحث عنها والتعرف عليها، فهي أغان تمثل مرحلة من تاريخ الموسيقى العربية، ولا بد للشاب من الإلمام بها، والاطلاع عليها، وتطويرها بما يتوافق مع نبض العصر، والإبقاء عليها كملمحٍ من ملامح موسيقانا.كما استدعت الأجواء الربيعية إلى الذاكرة، رواية «لغة الزهور» للشاعر، والكاتب المسرحي، والرسام، وعازف البيانو الأسباني «لوركا»، الذي ملأ صيته الدنيا، ثم غادرها مفارقاً في الحرب الأهلية الإسبانية، وهو لم يزل في الثامنة والثلاثين من العمر.

في نصه «لغة الزهور»، أبدع لوركا في وصف الأزهار ومعانيها، وأنواعها وأصول بعضها، والبلدان التي يتم جلبها منها، ومعلومات عديدة لم تأتِ مقحمة على النص، بل هي من نسيجه، خصوصاً أن القصة تدور في عائلة رجلٍ يهوى الزهور ويقضي وقته في رعايتها واستنباتها وجلب الغريب منها، وأخذ يتغنى بزهرةٍ أبهرته اسمها «روزا موتابيل» أو الزهرة المتغيرة، وأفاض في وصفها، فهي تغير ألوانها في ساعات النهار، وتَحَدَّثَ عن «الآس» الذي يُجلب من بلجيكا، و«الكبريتية» التي تُضيء في الظُلمة، و«الدمشقية»، والجورية .. وغيرها من روائع الزهور.. ما أجملها من هواية.


[email protected]