الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

قصة صُدْفَة

قصة صُدْفَة

ايمان الهاشمي

يستعين كلٌّ من الملحن والمؤلف والمطرب والعازف، بالصوت البشري باعتباره أول المعازف، فمثلاً دندنة اللحن في كل حين، أو مزجه في الروح كالماء والطحين، خاصةً أثناء عملية التلحين، ففي هذه الحالة، يكمن جمال الاستحالة، حيث لا يشترط أن يكون الصوت جميلاً، أو رناناً أو ليس له مثيل، فالأهم هنا صياغة الألحان، حتى تطرب لها الآذان. أما بالنسبة للمُطْرِبين، فيتوقف نجاحهم على نسبة المُطْرَبين! أي المعجبين بروعة حبالهم الصوتية العذبة، والاستمتاع بسحر طبيعة أوتارها المتذبذبة.

يظن علماء التاريخ والباحثون عن المعرفة؛ أن الإنسان اكتشف الآلات الموسيقية بمحض الصدفة، وتروى القصة عن إنسانٍ سويٍّ، نفخ في قصبة نباتٍ غير سوي، مثقوبة الطرفين بشكلٍ عفوي، وحينها لم يعلم الآدمي على ماذا كانت تحتوي، ولم يخطر بباله خروج أي صوتٍ قوي، حيث كان لا يشبه الانفجار أو الدوي، وإنما الصفير الدافئ والحيوي، فسمعه يدور حول أنفاسه ككائنٍ كروي، يحلق إلى الآذان وكأنه يغوي، فتأثر السياق المادي والمعنوي، خارج وداخل المدار الجوي، ليطوي الأحزان ولا يقبل الطوي، ويكوي الآهات ثم يأبى الكوي، فيسري في العروق كالوعاء الدموي.

هكذا تمت دراسة وتنظيم الثقوب، وتركيزها للتخلص من العيوب، في سبيل لحنٍ أجمل وأدق، لا يعتمد على القرع والدق، عموماً؛ وحده القدر الذي يرتب الصُّدَف بالحق!


[email protected]