السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

زلزال ظريف يضرب إيران

زلزال ظريف يضرب إيران
قبل مرور 24 ساعة على إعلان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استقالته المفاجئة من منصبه، جاء رد الرئيس الإيراني حسن روحاني برفض قبول الاستقالة، وخلال هذه الساعات تعرضت إيران لهزة سياسية كبيرة، حيث كشفت استقالة ظريف عن انقسامات عميقة في نظام المرشد علي خامنئي.

وكان ظريف أعلن استقالته بشكل مفاجئ عبر حسابه على «إنستغرام» في وقت متأخر من مساء أمس الأول، في اليوم نفسه الذي تم فيه استبعاده من اجتماع مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وجاء رد الإدارة الأمريكية على استقالة ظريف على لسان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي قال عبر «تويتر» إن الولايات المتحدة علمت باستقالة ظريف «إنه ظريف وروحاني مجرد واجهة لمافيا دينية فاسدة»، وأضاف «نحن نعلم أن المرشد علي خامنئي يتخذ كل القرارات النهائية. إن سياستنا لم تتغير، يجب على النظام أن يتصرف كدولة طبيعية ويحترم شعبه».


من جهته، أعتبر مدير المركز العراقي للإعلام المستقل في لندن صادق الموسوي أن أحد أبرز أسباب استقالة ظريف «يتعلق بالصراعات بين الأجنحة المتنفذة في إيران، خصوصاً مع الحرس الثوري».


وكشف الموسوي عن «وجود خلافات بين ظريف والحرس الثوري الإيراني المتشدد بمواقفه تجاه الولايات المتحدة، على العكس من وزير الخارجية الذي يرى ضرورة التعامل مع واشنطن».

تهميش

بدوره، رأى رئيس وحدة الدراسات الإيرانية بمركز الإمارات للسياسات محمد الزغول أن تقديم وزير الخارجية الإيرانية استقالته جاء نتيجة شعوره بالتهميش في منصبه، بعد أن أضحى مسؤولاً في وزارة سيادية بلا صلاحيات، مؤكداً أن كل الملفات الخارجية يتحكم بزمامها المرشد الإيراني والحرس الثوري، وأن ظريف أصبح مجرد موظف عندهما، موضحاً أن اليد العليا في العلاقات الدبلوماسية مع الدول التي لطهران نفوذ فيها، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، بيد قائد الحرس الثوري قاسم سليماني، فهو صاحب القرار النافذ في تسيير العمل الدبلوماسي، لدرجة أن السفير الإيراني في العراق إيراج مسجدي معروف بولائه لسليماني، وليس للخارجية.

وأشار الزغول إلى أن «القشة التي قصمت ظهر البعير» بالنسبة لظريف، ما حدث أمس الأول، في زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لطهران ولقائه كلاً من المرشد خامئني والرئيس روحاني، ولم يدعَ وزير الخارجية للحضور، رغم وجود قائد الحرس الثوري قاسم سليماني، وهو ما اعتبره ظريف إهانة.

3640 احتجاجاً

ولفت رئيس وحدة الدراسات الإيرانية بمركز الإمارات للسياسات إلى أنه رغم رفض روحاني لاستقالة ظريف، فإن الاستقالة في حد ذاتها كشفت حقيقة الأوضاع في إيران، ومدى عمق الخلافات خصوصاً في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، والذي كان نتيجة زيادة الاحتجاجات الداخلية التي وصلت إلى 3640 احتجاجاً عمالياً وفئوياً خلال العام 2018، ما يعكس حجم الأزمة التي تعيشها إيران حالياً، خصوصاً في ظل العقوبات الأمريكية، وفشل الجهود التي يقودها ظريف، في الاتفاق مع مجموعة العمل المالي الدولية فيما يخص غسيل الأموال وإجراءات الشفافية، من أجل تخفيف آثار العقوبات، وخصوصاً مع رفض مجلس تشخيص مصلحة النظام الاتفاق مع الأوروبيين.