الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

لقد هزمنا

التونسي أحمد الحفناوي صاحب عبارة «لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية» أثناء ما يسمى بالربيع العربي، يقول أنه بعد «الثورة» في بلده أصبح تعيساً وكان لديه مقهى (شغال تمام) قبل زمن بن علي وانخفض الشغل قليلاً في زمن بن علي، وباع المقهى بثمن بخس بعد زمن بن علي، وأنه بعد 7 سنوات من ثورة تونس يعتبر نفسه «في أتعس أيامه».

أبو تحسين العراقي الذي ظهر على الشاشات كافة وهو يضرب صورة صدام حسين بنعال وهو يقول: « قتل شبابنا قتل الملايين» عند دخول القوات الأمريكية إلى العراق في عام 2003، واليوم وبعد مرور 15 سنة يقول أبوتحسين «إذا كان صدام حسين قد تلقى ضربة بنعلي فإنّ الفاسدين الآن بحاجة إلى (معمل من النعل)».

الثورة الفرنسية رفعت شعار «الحرية والإخاء والمساواة»، الذى يقابل «عيش، حرية، وعدالة اجتماعية» في العالم العربي، ولكنها فى الواقع بدأت أكبر مذبحة فى التاريخ، وبعد أن كانت فرنسا هى القوة الأوروبية الأولى فى عهد لويس الرابع عشر، وازدهرت فيها الفنون والصناعات، فإنها مع الثورة تحولت إلى فوضى كبيرة ولم تقم لفرنسا بعدها قائمة حتى جرى احتلالها فى الحرب العالمية الثانية، ولم ينقذها إلا الجنرال ديغول مع الجمهورية الخامسة.


والحال نفسها تنطبق على الثورة البلشفية والثورة الصينية والإيرانية والثورات في أمريكا الجنوبية، الثورات كافة حملت في بداياتها شعارات نبيلة، ولكن النتيجة كانت بعد ذلك مؤسفة؟


لا تصبح الثورة حقيقية إلا لحظة استقرار الوطن، والانشغال في بنائه، (بدستور قوي ) وواضح (وحقوق مدنية عادلة) وتنمية بشرية وثورة تكنولوجية، لأن ثورات الغل والانتقام انتهت إلى أن تأكل بعضها البعض أو صارت إلى أحلام إمبراطورية زائفة تسببت بإفلاس الدول، وما حدث من ثورات سوف يحدث أكثر في القادم من الأيام، بسبب التواصل السريع في العالم والتأثير في (السوشيال ميديا) وأيضاً بسبب الجهل والكذب والطمع من بعض أصحاب السلطة الذين لم تكفهم شهوة السلطة، ولكن أرادوا معها شهوة المال، وكان في السابق صاحب السلطة يحكم وصاحب المال يدعم (والفقير يأكل)، ولكن اليوم انعكست فأصبح صاحب السلطة هو (صاحب كل شيء) ولا يترك لأحد شيئاً، لذا سوف يتكاتف عليه الجميع ولن يكون أفضل من تلك الدول فتخلق دوامة مستمرة من الثورات التي تأكل الأخضر واليابس .. وفهمكم كفاية.