الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

دروس الأوسكار

المتابع لحفل توزيع جوائز أوسكار العريق بتاريخه ونجومه يرى كم تقدم هذه الأكاديمية من دروس في الفن، وذكاء في التعاطي مع الأحداث، ونصرة القضايا المجتمعية الحساسة.

سأعرج هنا سريعاً على بعض النقاط التي استوقفتني وأنا أتابع حفل الأوسكار، وأولها: ما أثار حديث الإعلام بفوز الممثل الأمريكي ذي الأصول المصرية رامي مالك وانتزاعه جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «الملحمة البوهيمية» ليكون ثاني عربي يحظى بالجائزة منذ 1984.

مالك أشار في تصريحه، وهو على خشبة التتويج إلى تقارب أحداث الفلم مع واقعه كابن من والدين مصريين ليكون أحد أبناء الجيل الأول للمهاجرين.


تساءلت: ما إذا كان رامي مالك سيحصل على ذات الدعم لإبراز موهبته وتقديرها في عالمنا العربي ومدى الفرص التي ستواتيه لتجسيد أدوار كتلك تعالج قصصاً ذات أبعادٍ إنسانية حساسة؟!


أمرٌ آخر لفت انتباهي في مضمون الأفلام التي ترشحت للجائزة، وهو مدى قربها من الواقع وقدرتها على سلب المشاهد الذي في مكان ما يجد أنه جزء من أفلام تروي هواجسه وحياته، فما بين فيلم يسرد حياة عائلة من الطبقة المتوسطة بالمكسيك إلى أفلام تكشف حياة الموسيقيين وجولاتهم، وأخرى تتناول قصص الكفاح كذلك الملك الأفريقي الذي يدافع عن بلاده من التمزق بفعل تدخلات اﻷعداء داخلها وخارجها.

لا أستطيع إلا أن أعرج على تلاحم الفنانين وتشجيعهم لبعضهم البعض بحرارة ودموع صادقة.

هي دروس على الأقل للعالم المقابل الذي يستنسخ كل عمل أجنبي فينجح في التقليد الأعمى، ويكرر الفشل في المضمون ومستوى المعالجة الدرامية والبصرية.