الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

لماذا نحب الكويت؟

نحب الكويت لأنها سكنت في الذاكرة، ورسمت ملامح حب لا يبلى وتراث لا يفنى، فالكويت في ذكريات الطفولة، وفي ذكريات الدراسة، وهي في ألف باء الثقافة والفن .. فكيف لا نحبها؟ لقد ارتبطت ذكرى الكويت عندنا بالعلم والثقافة والتمدّن والتحضّر، فالعلم بدأ مع المدارس الكويتية، والثقافة استلهمناها من ثقافة الكويتيين، والتمدّن لبنته الأولى وضعتها الكويت، والتحضر كان تقليداً لأهلنا الكويتيين، والأمثال في ما مضى ذكره كانت تضرب بالكويتيين.

مدارسنا الأولى بنتها الكويت كأجمل وأحدث مدارس في ذلك الوقت، كما زودتها بكل ما تحتاج إليه من معدات ووسائل تعليمية، واختارت لها خيرة المعلمين في اللغة العربية والإنجليزية والعلوم والتاريخ والجغرافيا والتربية الإسلامية والموسيقى والفن التشكيلي، فكان نتاج تلك المدارس قيادات سياسية وأدباء وشعراء وملحنين ومطربين وفنانين تشكيليين ومحامين وقضاة ودعاة عقلانيين مثقفين.

مستشفياتنا الأولى أسستها الكويت، ففي كل مدينة أو قرية ستجد مستشفى كبيراً أو صغيراً باسم المستشفى الكويتي، وهي مستشفيات راقية جميلة تدعو إلى الفخر، والكثير منها ما زال يعمل إلى الآن هنا وهناك.


ثقافتنا الأولى ارتبطت بالكويت ارتباطاً وثيقاً، تلفزيون الكويت الذي كان يبث عندنا، مجلة العربي، إبداعات عالمية، مجلة عالم الفكر، سلسلة عالم المعرفة، الثقافة العالمية وغيرها الكثير.


وعندما انتشرت في الخليج تيارات دينية عفنة (سنية وشيعية) تدعو الناس إلى الرجعية والتخلف، نأت الكويت بنفسها عن الدخول في ذلك السجال المريض واختطت لنفسها طريقا ثقافياً جميلاً لا تأليه فيه لحاكم أو إمام بل للعقل النير والعلم الواضح، لكن للأسف انكسر الحلم الكويتي تحت قناع الغدر وتأخر الأنموذج الكويتي عن إبداعاته المتلألئة، لكنه ما لبث أن عاد وهو في أوجّه من جديد بحفظ الله.

الشاهد أنه إلى اليوم الكويت لم تنزلق إلى الحضيض لأنها لا تلتفت إلى سفاسف الأمور، لا تعاقب من أساء اليها، ولا تنافس على ما لا يهم، شامخة لكن ليس في شموخها تكبّر، بعيدة لكن ليس في بعدها عدوان، مسالمة لكن ليس في ذلك ذل، لهذا نحب الكويت.