الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

صوت المعرفة

وفقاً للتصنيفات العربية القديمة الخاصة بأسماء الصوت، تتأكد مظاهر الحياة أنه لا مخارج للصوت بعد الموت، وبأن العلامات الحيوية فيها قائمة على وقع الحركات، وعلى درجة فهم المدركات، الناتجة عن اهتزازات الأحبال الصوتية مع نسمات الهواء، مهما تفاوتت أو اختلفت الأجواء، وكأن هذه الاختلاجات أو الاحتكاكات، أشبه بنوعٍ من الاشتراكات أو الاشتباكات مع جميع أنواع وطُرُق المُحاكاة، والتي تعد بمثابة المحركات، التي يستطيع الإنسان من خلالها تمييز مصدرها، واستيعاب بدايتها وكيفية نشأتها، من أجل تقييم قدراتها ومعرفة قَدْرها.

قد يأتي (الصوت الأبح) بسبب علة أو مرض أو تعب وقد يأتي طبيعياً بالخِلقة، فالله الأقدر والأكبر والأعلم في جميع خلقه، أما (الصوت الكرواني) فيشبه طائر الكروان في الدقة والتسلسل، بينما (الصوت الزوايدي) يأبى إكمال المسلسل، فنغمته زائدة عن مقادير طبقة الغناء، أو مرتفعة عن الوتر حد العناء، في حين (الصوت المقعقع) يشبه كلام البادية بلا حلاوة، وهذا هو وصفه بلا عداوة، وكذلك (الصوت المصلصل) الدقيق والقاسي واليابس، و(الصوت الصرصوري) الحاد والجاد والقبيح والعابس، أما (الصوت المرتعد) فكأن صاحبه مقرونٌ بالحمى، و(الصوت الأغن) فيه غنة. ومن هنا جاء المسمى، تماماً (كالصوت اللقمي) الأشبه بمن في فمه طعامٌ أو لقمة، ليتمثل (الصوت الرطب) بالماء الجاري بلا كلفة، بعكس (الصوت الصَيَّاحي) الذي ينفر عن الوتر بلا تكلفة، فيعتدل (الصوت الأملس) بخلوه من النغم والترنم والتطريب والترجيع، على غرار (الصوت المظلم) المنعدم النغمة فلا يكاد يسمع، ولا يصح في التسميع، وأيضاً (الصوت الدقيق) الذي يضعف حتى يختفي، في حين يصفو (الصوت السغب) تارة ويسغب تارة أخرى، ونقول سغب الشخص أي جاع مع تعب وإعياء، فلا يميز الألف من الياء.