الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

إيران وعقدة النصيحة

ما يزال النظام الإيراني يعتقد أن لديه قدرة التأثير في القرارات الأممية والتحكم بالمنظمات الدولية والإقليمية! أما موقفه الأخير واحتجاجه على البيان الختامي لمنظمة التعاون الإسلامي، فلا يؤكد إلا مدى ارتباكه وعدم قدرته على الانسجام مع محيطه الإقليمي والإسلامي.

كلمة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في أبوظبي، كانت واضحة وصريحة وصادقة لإيران، فقد دعاها لأن تكون جزءاً من المنظومة الإقليمية والعالمية، وأن تحترم دول الجوار، وألا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، وكذلك طالبها بأن تتوقف عن دعم الإرهاب .. وكل هذه حقائق يعرفها العالم، فلماذا تغضب طهران من سماع الحقيقة؟!

المعادلة البسيطة في السياسة تقول: احترم الدول تحترمك .. واحترم سيادتها تحترم سيادتك .. ولا تتعامل معها بفوقية تكسب احترام العالم .. والمعادلة البسيطة الأخرى تقول عش الحاضر بواقعية تصل إلى المستقبل بثبات وأمان.


النظام الإيراني حتى اليوم يعيش خارج المعادلات الصحيحة، بل خارج المنطق، لذا فإنه يخسر خارجياً حتى وصل به الحال إلى أنه خسر الداخل والكثير من مؤيديه الذي انقلبوا عليه وأصبحوا ضده.


من المهم أن يتذكر هذا النظام أن دول المنطقة والقوى العالمية الكبرى حافظت على بقائه حين كان على حافة الانهيار والسقوط .. ولم يكن ذلك إلا من أجل الحفاظ على السلم الداخلي وأمن واستقرار المنطقة، فالنظام الإيراني يدرك اليوم كم هو متهالك من الداخل بسبب سياساته التي يرفضها الشعب .. وضعيف مع الخارج بسبب دعمه للإرهاب وتدخله السافر في شؤون الدول الأخرى.

الإمارات لا تنتظر النصائح من إيران وغيرها من الدول الملطخة أيديها بدماء الأبرياء والمتورطة بدعم الإرهاب في كل مكان .. وفي الوقت نفسه ستستمر الإمارات في تقديم النصح لإيران لأن استقرار المنطقة ومصلحة شعوبها يأتي في صلب أولويات الإمارات .. أما الجزر المحتلة الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، فقد كانت إماراتية عربية وستبقى كذلك، مهما طال الاحتلال، فحقنا لن نتنازل عنه، وسنبقى نطالب بجزرنا كل يوم وفي كل مكان .. جيلاً بعد جيل.