الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لماذا الموصل؟

ساعدت إيران تنظيم داعش في احتلال مدينة الموصل في يونيو 2014، وذلك من خلال التسهيلات التي قدمها رئيس الحكومة العراقية الأسبق نوري المالكي، الموالي لإيران، والذي أمر، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، قوات الجيش العراقي المرابطة خارج وداخل الموصل بالانسحاب وعدم مقاتلة التنظيم السؤال المهم هنا: لماذا دعمت إيران تنظيم داعش لاحتلال مدينة الموصل، ولماذا دعم المالكي، وهو زعيم حزب الدعوة المعروف بطائفيته، هذه الخطة الشريرة، والسؤال الأهم هو: لماذا الموصل بالذات؟

الإجابة منطقية للغاية، وذلك لعدة عوامل، أولها: لتدمير المدينة التي كانت عصية على الحكومة الطائفية آنذاك، كون أهالي الموصل من العرب السنة الأقحاح، وكانوا معارضين بشدة للحكومة الطائفية التي أذاقتهم مر العذاب، حيث اعتقد المالكي بأنه سيضرب عصفورين بحجر واحد، الأول: معاقبة (الموصليين)، والثاني: ضمان بقائه لولاية ثالثة في السلطة بعد أن ظن أنه سيتمكن من دحر داعش بسهولة.

وثانيها: أن أهل الموصل كانوا، ولا يزالون، ضد النفوذ الإيراني في العراق، وثالثها: معاقبة إقليم كردستان العراق، الذي كانت قيادته ضد حكومة المالكي وضد التغلغل الإيراني في الإقليم.، ورابعها: تهديم مركز حضارة «نينوى»، الحاضرة العربية التاريخية التي كانت على مدى التاريخ ضد الفرس، وتهجير أهلها وإذلالهم لتسهيل تغلغل النفوذ الإيراني فيها بعد تحريرها ولتكن طريقاً برياً سالكاً بين إيران وسوريا لتمرير قيادات الحرس الثوري والأسلحة الإيرانية إلى سوريا ومن ثم إلى حزب الله اللبناني.


لنراقب اليوم النتائج على الأرض، الميلشيات العراقية المسلحة الموالية لإيران هي المتحكمة اليوم في المقدرات الاقتصادية والأمنية في الموصل، بل إنها سيطرت على آبار النفط هناك وعلى أنابيب نقله، وتقوم بتهريبه بواسطة الصهاريج إلى إيران وتركيا، وبيعه بأسعار زهيدة.


من ناحية أخرى تمّ تأسيس قواعد للحرس الثوري الإيراني في سهل نينوى، لتسهيل عبور قياداتها ومقاتليها والأسلحة إلى سوريا ومن هناك إلى لبنان، العمل على تشييع المدينة من خلال فتح المدارس الإيرانية (مدرسة الإمام الخميني) في بلدة برطيلا مثالاً، والسيطرة على المساجد السنية التاريخية، مثل جامع النبي شيت من قبل الوقف الشيعي، وتغيير الخارطة السكانية لمدينة الموصل، وأخيراً إغراق أسواقها بالبضائع الإيرانية.. أبعد كل هذا وذاك هل لنا أن نسال: لماذا الموصل؟.