السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

جدار بلا أساسات

البعض منا يتمتع بقوى عقلية مميزة، ولكنه لا يعلم عنها أو أنه تعوّد الكسل الذهني، وهناك من يعمل على تنشيط قواه واكتساب المعارف والعلوم المتنوعة والخبرات المتعددة لتساعده على تجاوز العقبات والصعوبات، خصوصاً في مجال العمل والوظيفة.

لكن الواضح أن هناك قطاعاً واسعاً من الناس تغيب عنهم معرفة قوة العقل، وقوة الإمكانات الذهنية، وبالتالي لا يراهن على تحديات مستقبلية وتجده دائم الابتعاد عن تلك المهام التي تحتاج للبحث والمزيد من المعلومات، ليس كسلاً أو هروباً، لكن لشعوره بأن هناك من هو أفضل منه في هذا المجال، وهذا يوضح لنا عدم الثقة لا بالنفس ولا بالعقل.

تنمية قوانا الذهنية وقيادة عقولنا نحو مصاف الذكاء والتميز، لا يمكن تحقيقها إلا بالإيمان بقدراتنا ومواهبنا، وهذا الموضوع مع الأسف لا يلقى الاهتمام الكافي، بل حتى الوعي بهذا الجانب متعثر.. نجد أمثلة على مثل هذه الحالة عندما تسمع أحدهم يشير إلى نفسه بذهول وهو يقول: أنا أقل من هذا، أو يقول: أنا أعرف قدراتي هي أقل من هذا.. والحقيقة أن هذه يوضح بشكل لا لبس فيه حالة عدم الثقة بالعقل..


رغم أن عقولنا قادرة على الفهم والاستيعاب، ونحن من نخذلها وليس العكس، فالعقل قادر على إيجاد الحلول والمخارج لكننا لا نمنح هذه القدرات المساحة والمبادرة.. في هذا السياق توجد مقولة أعجبتني لعمقها ودلالتها الكبيرة وهي لرجل الأعمال الشهير كليمنت ستون، جاء فيها: «ما يستطيع العقل إدراكه، يستطيع إنجازه». الانفصال عن تفكيرنا وإبعاد قدرات الذهن عن التحليل والفهم، هي كمن يقوم ببناء جدار بلا أساسات، ويريده أن يكون قوياً.. إضعاف العقل بالتجاهل عثرات نضعها على طريقنا ونزيد بها الصعوبات الحياتية التي تواجهنا.. لو بدأت من عقلك في بناء الأفكار والتحليل وجمع المعلومات فستجد أنك جاهز للتعامل مع التحديات ومعالجتها وليس بشكل جيد الهروب. في نهاية المطاف لن يستطيع أي إنسان خدمتك أو مساعدتك، فهذه المهمة تبدأ من عمقك وداخل روحك وعقلك، قد تجد التشجيع لكنه سيكون بلا فائدة إن لم يجد صدى وثقة في نفسك.