الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

لكل كاتب

في حديث جمعني والقنصل الأمريكي في حفل تكريمي من قبل السفارة الأمريكية بمناسبة حصولي على شهادة الزمالة الفخرية في الكتابة الإبداعية من جامعة آيوا في الولايات المتحدة الأمريكية، عن مُخرجات هذه التجربة، أدركت أننا ككتاب مختلفون جداً، وهو عكس ما آمنت به قبل تجربتي الإقامة في جامعة آيوا ككاتبة زائرة لمدة ثلاثة شهور. أن يتم جمع ثلاثين كاتباً وكاتبة من مختلف دول العالم طوال هذه المدة الزمنية غير القصيرة هو أمر مثير ولا يترك الكاتب دون تغيرات عميقة وجذرية في منظومة معتقداته. وهذا ما حدث معي.

سجلت مقطعاً عن تقنيات الكتابة كجزء من فيديو تعليمي يُعرض لطلاب الأدب والكتابة على موقع جامعة آيوا، واخترت أن أتحدث عن كيفية كتابة شخصية لا تُنسى في رواية.

الأمر لدي لم يعد بهذه السهولة، فالشخصية الخالدة في ذهن المُتلقي العربي تختلف عنها لدى الغربي، وفكرة الرواية الناجحة في الشرق هي ليست تلك ذاتها في الغرب، إلى حد كبير. إضافة إلى أن الطريقة التي يتعامل بها الكاتب الغربي مع الكتابة وتقنياتها لا تشبه في شيء تعامل الكاتب العربي مع قلمه ورؤيته لطقوس الكتابة.


انضممت مؤخراً لورش الماستر كلاس التي يُدرسها عدد من الكتاب الأشهر والأفضل عالمياً مثل مارغريت آتوود ومالكولم جلادويل وجايمس باترسون وجودي بلوم وغيرهم.


لم تدعني متابعة محاضراتهم وأحاديثهم إلى التساؤل عن شكلها ومضمونها لو كانت من كتّاب عرب فقط، لكنني تساءلت عن الاختلاف الذي يقدمه كل منهم وهم الذين يكتبون باللغة نفسها، «الإنجليزية».

نحن اليوم في عام التسامح، لا نكتفي باحترام اختلاف الآخر وتقديره في كل جوانب الحياة بما فيها الأدب، إلا أننا نحتفي به. ما كان الاختلاف في شيء إلا زاده ثراء. في النهاية، لكل كاتب طريقة.