الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

هل هو وقت الاحتفال؟

لكل الأيام الاحتفائية التي تتم تسميتها حول العالم جذور لسبب الاحتفاء بهذا اليوم ويأتي أحدها ليكون يوم المرأة العالمي الذي صادف الاحتفال به يوم الثامن من مارس المنصرم خلال هذا العام، ولعل الشيء الخاص المرتبط بيوم المرأة العالمي هو أنه يختلف عن بعض الأيام التي تأتي بمثابة تذكير احتفائي لطيف، فإن ثقل يوم المرأة يأتي دائماً ليربط بين اعتماد هذا اليوم ومطالبات المرأة حول العالم بالنظر إليها كإنسان كامل لا تمييز بينه وبين الرجل، ولعل أبرز تلك المطالبات اتخذت شكل المظاهرات الحقوقية النسوية في الولايات المتحدة شكلاً لها.
مع مرور الوقت، بات الطابع الاحتفائي لهذا اليوم يثير نوعاً من الربكة، فبين من يدركن أساسه ويسعين في كل عام إلى إثارة موضوع من المواضيع النسوية التي ما زالت محل جدل حول العالم، تجعل المرأة تشعر دائماً بأنه من العبث الاحتفاء فقط بهذا اليوم وكأن الطريق الطويل للحقوق قد انتهى وبين الفصيل الآخر من العالم الذي يشعرك بأنه يفرغ هذا اليوم من معناه بعبارات جاهزة مستهلكة حول المرأة وأهمية دورها وفاعليته، يوم ينتهي بخطابات وتصفيق هنا وهناك بالنسبة لهم قبل أن تعود المرأة امرأة والرجل رجلاً بدون نقاش في الجذر الإنساني المشترك.
هل هو وقت الاحتفال الآن؟ .. دعونا نسأل دائماً، نحن المنتمين للفصيلين وبينهما، والفكرة هنا ليست اتهاماً للمحتفين ومحاولة للتشكيك في نياتهم، بقدر ما هي لمحة تذكيرية بفكرة اليوم العالمي، الذي يأتي لغرض التوعية أولاً قبل الاحتفاء وفق منظومة الأمم المتحدة، وكل توعية لا تحدث بشكل جدي بدون مساحات من النقاش والجدالات الصحية ومحاولة خلق خط وسط قد يمد ميلاً جديداً لقطع تلك الطريق الطويل .. قد لا يعول عليها لخدمة الفكرة، الجذر والأساس.