الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

العراق هو الحل!

هذا هو منطق النظام الإيراني، فمنذ اختطاف ثورة الإيرانيين قبل أربعين عاماً وسيطرة الملالي على الحكم في إيران والنظام يقفز على العراق في كل مرة ابتداء بحرب الثماني سنوات مروراً باستغلال الحرب الأمريكية على العراق بداية القرن الحالي والاستفادة من الفراغ السياسي في العراق ونشر نفوذ طهران على هذا البلد العربي والتحكم في قراراه السياسي ومقدّراته الاقتصادية وصولاً إلى زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للعراق، يوم أمس، بعد أن أصبحت العقوبات الأمريكية أمراً واقعاً على النظام في طهران.

تأتي هذه الزيارة بعد تصاعد الضغوط الأمريكية والغربية اقتصادياً وسياسياً على طهران. وقبل أيام من زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، فزيارة روحاني للعراق محاولة من النظام لإيجاد حل للمشكلات الاقتصادية وهروب من التململ الشعبي والمشكلات الداخلية وثالثاً هروب من مشكلة ضعف الخيارات الإقليمية، فلا توجد دولة في الإقليم سوف تستقبل الرئيس الإيراني بحفاوة إلا العراق.

المأزق الجيوسياسي الذي يعيشه النظام الإيراني صعب ومعقد ولا يرى روحاني حلاً لذلك المأزق إلا بزيارة العراق، فمن الشرق لدى النظام علاقات تتسم بتوتر حدودي مع باكستان، ومخاوف مستمرة من أفغانستان، ومن الغرب هناك أزمة حقيقية مع دول الخليج باستثناء قطر، وفي أقصى الشمال الغربي، هناك علاقات غير متجانسة مع تركيا، التي تخوض حرباً ضد حليف طهران في سوريا، لذا فإن الرئة السياسية والاقتصادية الوحيدة للنظام الإيراني اليوم هي العراق مع تمتلكه طهران من تأثير قوي في السياسيين وما تسيطر عليه من مشاريع البنية التحتية وقطاع النفط... إضافة إلى أن للنظام الإيراني نحو مئة مليشيا تدعمه وتشرف على تحركاته، وهي تشكل «جيشاً موازياً» لأي جيش وطني.


الغطرسة الإيرانية جعلت الرئيس روحاني يقلل من تأثير العلاقات الأمريكية العراقية في العلاقات العراقية الإيرانية، معتبراً أن العلاقة بين طهران وبغداد «علاقة خاصة لا يمكن مقارنتها مع علاقة بغداد بواشنطن»، وذلك رغم إعلان ترامب قبل أسابيع أن قواته ستبقى في العراق بهدف «مراقبة إيران».


إيران بحاجة إلى حل مشكلاتها جذرياً وليس الهروب إلى الأمام والاتكاء على العراق كل مرة، والنظام الإيراني من المهم أن يدرك أنه أصبح مكشوفاً أمام الشعب العراقي الذي لم تعد تخدعه الشعارات الإيرانية الزائفة، فلم يبقَ مع طهران إلا مجموعة من السياسيين المستنفعين، وهؤلاء سيخرجون من الفلك الإيراني قريباً، فهل يدرك النظام الإيراني حجم المأزق الذي يعيشه بعد أن خسر العالم شرقاً وغرباً؟!