السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

شغلتهم المرأة

شرقاً وغرباً يتلاقف الناس على اختلاف مستوياتهم الفكرية والاجتماعية قضايا المرأة ويؤولونها كما يشاؤون، فالبعض لا تخلو آراؤه من تلك النظرة الأبوية والقبلية، والآخر يزج بها نحو التحرر المعقود بالغربنة البحتة.

شؤون المرأة سجلت حضوراً قوياً خلال الأيام القليلة الماضية في السجالات والنقاشات على الساحة العربية، ففي تونس تتعالى الأصوات بين مؤيد ومعارض لإقرار المساواة في الميراث وتحقيق العدالة الاجتماعية للنساء، معلقين الأمر بين استحقاق نسائي ونصوص قرآنية، وتسييس القضية حتى وصل الأمر لإصدار فتوى بتحريم انتخاب من يدعم هذا القرار.

ومحلياً قبل أيام شهدنا تبايناً في الآراء بين عودة المرأة إلى وضعها الطبيعي كما وصفه البعض في تربية الأبناء وتحقيق الأمن الأسري، وبين خروجها للعمل وتبوُّء المناصب.


وهنا تعود الإشكالية القديمة المتجددة في النظرة للمرأة العاملة، لنستنتج أن الوعي الجمعي المرتبط بهذا الجانب مغيب ومنقاد نحو دورها الأساس في التربية وملازمة البيت أو شغل وظائف محدودة في التعليم على سبيل المثال ونبذ وظائف كأن تكون شرطية أو إعلامية أو غيره، بيْد أن الحال تغير مع تطور المجتمعات والسمات الإنسانية، وهنا تتدخل الأعراف المجتمعية لتفرض حضوراً خصوصاً في المجتمعات ذات الفكر المحافظ، فتثير كل قضية تمنح النساء مزيداً من الحقوق ردود أفعال قوية.


وفي المقابل نجد فئة كبيرة من الرجال لا تحبّذ سوى الزواج بامرأة عاملة لتشاركهم مسؤوليات المنزل المادية، فينسحب بعضهم تدريجياً عن دوره الأساس إن عدنا للأصل.

إذاً، لا مجال للعودة إلى الوراء مع التطورات الكبيرة في ملف المرأة، وحتى ينجح أي اختبار يمر به المجتمع فلا بد من التصرف بحكمة وعقلانية، وعدم تغليب العاطفة والتأني لتلمس النتائج.