الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الحقبة الهولندية

بإتمام التعاقد مع المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك لتولي مهمة تدريب منتخبنا الوطني الأول خلفاً للإيطالي زاكيروني، فإن ذلك يمثل إيذاناً باستمرار ارتباط كرة الإمارات بالمدرسة الأوروبية، وإعلاناً رسمياً لبداية عهد جديد مع المدرسة الهولندية، ويكون مارفيك بذلك هو المدرب الهولندي الرابع الذي يرتبط بالكرة الإماراتية، بعد أن سبقه ثلاثة مدربين في مطلع الألفية وكان جو بونفرير أول مدرب هولندي يتولى القيادة الفنية للمنتخب، ثم تبعه مساعده تيني ريخس كمدرب مؤقت وأدفوكات صاحب قصة الهروب الشهيرة، ولم ينجح أي منهم في تقديم الإضافة المطلوبة، إذ أقيل بونفرير قبل أن ينتهي عقده وهرب أدفوكات قبل أن يبدأ مهمته، والاستعانة بتيني ريخس كانت بشكل مؤقت كمدرب طوارئ، ولا يعني ذلك أن مصير مارفيك سيكون كمصير مواطنيه، بل لمجرد التذكير بوقائع تاريخية تفادياً لأخطاء وسلبيات الماضي.

الإصرار على المدرسة الأوروبية بالتأكيد له ما يبرره كما أن إصرار لجنة المنتخبات على المدرسة الهولندية أيضاً له مبرراته، وبالتالي فإن اختيار مارفيك لم يأتِ من فراغ، بل لأسباب تتعلق بالسيرة الذاتية المتميزة للمدرب الهولندي الذي كانت آخر إنجازاته الصعود بالمنتخب السعودي لمونديال روسيا قبل أن تتم إقالته، ليتولى بعدها قيادة منتخب أستراليا في المونديال الأخير، فهل يعتبر مارفيك رجل المرحلة بالنسبة لكرة الإمارات وسط الظروف الاستثنائية التي تحيط بها؟ وهل بإمكان المدرب الهولندي إعادة التوازن المفقود للمنتخب الوطني؟ وما الذي ننتظره من الحقبة الهولندية؟ وهل الأبيض بحاجة لمدرب عالمي في هذه المرحلة؟ أم لمدرب واقعي يملك مقومات البناء وإعداد منتخب للمستقبل؟

الغالبية العظمى ممن يدرك واقع المنتخب الوطني في الوقت الراهن في شارعنا الكروي، ليس مع فكرة التعاقد مع الأسماء الرنانة، لأن تلك النوعية من المدربين حافزها الأكبر المال أو أنها تعاني البطالة، ما يعني أن مسألة فسخ التعاقد واردة في أي لحظة، كما حدث مع أدفوكات الذي سرعان ما تركنا وهرب بمجرد حصوله على عقد أكثر إغراء.


كلمة أخيرة


رغم الخلفيات السلبية للأبيض مع المدربين الهولنديين، إلا أننا نتمنى أن تكون التجربة مع مارفيك مختلفة.