الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

لا تتدخل في العمل

الإدارة كما هو معلوم مزيج بين القواعد العلمية والطرائق الإبداعية، والقيادة المثالية ضرب من الخرافة، لكن القائد الأمثل يعتمد على العديد من العوامل المتعلقة بالظرف والبيئة والمهمة المرسومة... قد تكون القيادة المتفردة والحازمة والتي تتابع عن كثب مناسبة لوقت الأزمات والمهمات العاجلة؛ لكنها قد تكون نقمة على المؤسسات المستقرة والمهام طويلة المدى، وقد يصلح القائد ذو الشخصية التعبيرية المرحة أكثر من غيره لحل خلافات المؤسسة مع الشركاء الاستراتيجيين لبراعته في كسر الجليد وتدفئة العلاقات بعفوية لافتة، لكن يا ترى ما هو النمط القيادي الأنسب عندما نتحدث عن السعادة في بيئة العمل؟

يقول إيزاك غيتز إن في أكبر دول أوروبا «فرنسا وألمانيا»؛ لا تزيد نسبة الموظفين السعداء والمتحمسين في أعمالهم على 11%، فيما يعمل 59% منهم دون حماسة، ومن أجل الراتب فقط، وأما البقية (30%) فهم تعساء ويتعرضون للدمار النفسي!

الأسباب كثيرة، لكنني هنا سأركز على إحدى فلسفات الحل المتمثلة في مقولة الفيلسوف الصيني لاوتزه «القائد الحقيقي لا يتدخل في العمل»، ويبدو أن العديد من الشركات الناجحة وجدت ضالتها في هذا النهج المبسط والجريء في الوقت ذاته، كما يقول ستيف جوبز: «إننا لا نوظف المبدعين كي نخبرهم بما عليهم القيام به؛ بل كي يخبرونا هم كيف ستسير الأعمال».


وأما رجل الأعمال بوب ديفيدز فيرى أن هناك تناسباً عكسياً بين عدد الموظفين والمتعة في العمل، وأن بيئة العمل السعيدة يصنعها القائد الذي لا يعطي إجابات؛ بل يطرح الأسئلة ويترك الفريق كي يجد لها الإجابات المناسبة.