الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

صناعة المحللين

يتزايد اليوم الحديث حول دور التواصل الحكومي والدولي في إبراز رسائل الدول وتوجهاتها وتحقيق أهدافها، عبر وسائل وقنوات متعددة منها المسارات التقليدية كالإذاعة والتلفزيون والصحف وتقابلها الأدوات الرقمية الجديدة.

وبين ذلك كله يبرز الدور الكبير الذي يلعبه المحللون ممن يظهرون على وسائل الإعلام في نشرات الأخبار وصفحات الرأي والدراسات، ليدلوا بدلوهم اتجاه القضايا والأحداث، سواء كانوا محللين سياسيين أو اقتصاديين، أو حتى مختصين في شؤون مختلفة كالثقافة والبيئة والتعليم وغيرها.

الظهور الإعلامي للتعليق على المجريات العامة ليس بالأمر الهين خاصة إن كان الشخص يصرح بآرائه لوسائل إعلام خارجية، لأن كل فكرة أو رأي يعبر عنه يعكس توجه دولته أو الجهة التي يتحدث باسمها، فإن لم يكن ملماً متعمقاً ونبيهاً فسيضع نفسه وحكومة بلاده في إحراج لا داعي له.


هذا الأمر يدفعنا للتساؤل عن مدى الوعي بأهمية صناعة المحللين.. فليس كل شخص يملك إلماماً بسيطاً ومعرفة عامة وقراءات متواضعة حول شأن ما بإمكانه الظهور والتعليق بكل بساطة.


التحليل يحتاج إلى فهم الواقع بشكل منهجي ودقيق وربط الأحداث التاريخية والسياسية ببعضها البعض، وهو أيضاً فن له أناسه ممن يجب أن يتمتعوا بمقومات الحديث اللبق والعمق في الطرح والقدرة على التأثير والإقناع الجماهيري، فضلاً عن رؤية ثاقبة لمستقبل القضية التي يطرحونها واستشفاف ما وراء الحدث فلنبحث عن محللينا، ونطور مهاراتهم، ولنصنع آخرين مع اتساع الظروف المحيطة، التي تستوجب تقديم شرح عقلاني وظهوراً واثقاً لا يشوبه أي اهتزاز.