الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

المتاجرون بالدماء

يخرج علينا بين الفينة والأخرى من يسعون سعياً شديداً في الفتن وزعزعة أمن الشعوب، فتراهم يشجعون الناس زاعمين عودة ربيع الشر والدماء، ومبتغاهم السلطة والحكم والتطلع إلى مشاهدة الدمار في البلدان العربية.

وجل أولئك يقيم آمناً في بلدان أخرى، ولا نشك جميعاً في أنهم يدعمون من دول لها تاريخ عريق في إثارة الفتن والفوضى، والمؤلم حقاً أنك تجدهم يتكلمون من منظور إسلامي، زاعمين أنهم يجاهدون في سبيل الله، وأنهم يحاربون الطغاة والظَّلمة، فهل هذه هي طريقة نبينا عليه الصلاة والسلام؟!.

إن طرقهم وطرائقهم بعيدة عن هدي نبي الرحمة والسلام صلى الله عليه وسلم، فهو الذي حثَّ على عدم الخروج على الولاة وإن كانوا ظلمة فقال لنا: «تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك».


إن جهود هؤلاء القوم في جر المنطقة إلى الفوضى والخراب تتطلب جهوداً مضادة خاصة في مجال الإعلام الجديد لدحر شبه القوم، والتحذير من مكرهم وشرهم، فكثير منهم له تاريخ مشبوه في قبض الأموال من جهات معادية، ومصالحهم الشخصية مقدمة على أي شيء، ولا صدق عندهم في نصرة الدين، فهم يخالفون نصوص الشرع والدين، وعندهم جرأة عظيمة على قواعد الإسلام ومنهجه.


على خلفية كل ذلك، فالتحذير منهم واجب، وقناعتي الشخصية أن الجهود الموجهة في الإعلام الرسمي للرد على شبه القوم لا ترتقي لمواجهة شرهم، فمن طرق تجار الدماء أنهم يستهدفون القدوات فتراهم يسقطون منزلة العالم والحاكم والمثقف فعند ذلك يسهل عليهم العبث بعقول الناس.

كما أن جهودهم الشريرة موجهة للطبقة الشعبية في المجتمع، فالمثقف على وعي بخطرهم، وأما غير الفطن فقد تمر عليه ألاعيب القوم، فأين إعلامنا من التنبه إلى خطر تجار الدماء؟، إذ لا مانع أبداً من أن نهاجم عدونا بسلاحه وطريقته، فنرد له الصاع صاعين ونكسر شوكته ورايته، وكما جاء في كتاب الله (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه)، وبإذن الله سيعود كيدهم عليهم، اللهم اكفنا شرهم وأجعل كيدهم عليهم.