الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أعيدوا لنا دورينا

إحدى أهم الأساسيات التي يجب التركيز عليها في الفترة المقبلة، هي عملية إعادة الحياة إلى مسابقاتنا المحلية، بعد أن تدهورت بشكل مريع، وغابت عنها الإثارة والمنافسة.

كنا نمتلك دورياً يعد من المسابقات العربية التي تحظى بمتابعة واهتمام من الداخل والخارج، وذلك قبل دخول عصر الاحتراف.. وبعد عهد الاحتراف تدحرج الدوري بسرعة الصاروخ من الأمام إلى الخلف.

من الصعب أن تمتلك منتخبات قوية ولاعبين محليين ذوي مستوى عالٍ بهذا المستوى الذي نراه ونشاهده في الدوري، لأن قوة الدوري والمنافسة بين الفرق وتطور مستوى الأندية تنعكس بصورة إيجابية على اللاعبين.


أحد الأمور التي نستغرب منها في مسابقة المحترفين أن هناك مجموعة كبيرة من اللاعبين، جعل الله لهم في كرة القدم «رزقاً».. لكنهم إذا وجدوا في أي دوري آخر فلن يتمكنوا من المشاركة مع الرديف.


يجب إيجاد حل لتطوير المسابقة بدلاً من إضاعة الجهود والأموال في أمور أخرى لا تفيد، لأن المسابقة فقدت شغفها، والمدرجات أصبحت خالية، وأقوى شيء في الدوري حالياً العمل الإعلامي الذي يتفوق على الجوانب الفنية.

شاهدنا ديربي الرياض بين النصر والهلال.. والذي كان دسماً للغاية وبحضور جماهيري مميز، كان حدثاً استثنائياً، وبات من أقوى المواجهات العالمية، بعد التغييرات التي يراها البعض إيجابية والآخر سلبية، عقب وجود ثمانية محترفين في الدوري.

لن أتحدث عن الأمور الفنية لأنها ليست من اختصاصنا، ولكن الزخم الإعلامي والاهتمام الكبير الذي وجده الديربي لم أرَ له مثيلاً في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل الأسماء العالمية الموجودة في الدوري، وهو ما اعتبر المدربون أنه انعكس إيجابياً على المسابقة وأنعش الدوري وجعله الأفضل حالياً عربياً والأكثر إثارة قارياً.

العديد من المدربين الأجانب رأوا أن وجود اللاعبين المحترفين يجب أن ينعكس إيجابياً على المحليين، ونحتاج إلى دراسة هذا الجانب، ونرى سلبياته وإيجابياته، سعياً إلى تطوير المسابقة، لأنني أعتقد أننا إذا لم نصل إلى حلول تعيد لنا جمال دورينا وهيبته، فسنصل إلى مرحلة لن نتابع فيها المباريات إلا على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة نتائجها لا أكثر.