الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أحفورة آلة

سواء سمي هذا العلم بعلم الحفريات الأثرية، أم بعلم الأحافير الجيولوجية، ستبقى دائماً الأولوية، في النتيجة الأولية، المعنية بأحفورة الآلة الموسيقية، من أجل إثراء المعلومات التاريخية، ولاستثمار أهم الأهداف المستقبلية، في شتى المجالات الفنية، وكذلك التربوية والاجتماعية والثقافية، مع مراعاة الصحة النفسية والجسدية، وتطويرها بصورةٍ وجيهة وجدية، تليق بملامح الموسيقى العصرية، وتحترم مظاهرها فوق الأرض الكروية، لتتناسب أصولها العميقة والجوهرية، ونشأتها البدائية الساذجة الجذرية، مع تطوراتها الحديثة الذكية الحضارية.

أثناء القيام بالحفريات في مدينة (أور) الكلدانية العريقة، وجد البريطاني (السير/‏‏‏‏ لناردوولي) عالم الآثار الدقيقة، بعض ما تبقى من رتوش الحقيقة، وكانت تحتوي على أقدم آلةٍ وترية، بمعالم خشبية غير معدنية ولا حجرية، وذلك في عام ١٩٢٧، أي في عصر موسيقى القرن العشرين، وهي عبارة عن قيثارة (سومر) بلغ عمرها ٤٥٠٠ سنة أو أكثر، لكن ما خفي عن واقع التاريخ بالتأكيد أعظم وأكبر.

كما عثر في الهند على ما يشبه (الربابة) في نسج الألحان، وتميزت بارتكازها على وترين من شعر الماعز أو ذيل الحصان، وقيل إنها صنعت أيضاً من أمعاء الغزلان! والجميل أنها سُميت بالآلة (رافا) في ذاك الزمان والمكان، نسبة إلى اسم الملك في سيلان، منذ نحو ٥٠٠ سنة قبل الميلاد، وهذا ما ذُكر بالضبط في التصريح، دون اللجوء إلى المزيد من التوضيح، أو حتى المراجعة أو التصحيح، بحجة أن الجمادات لا تتقبل التشريح! إلا أنهم حين وجدوا الآلة الأخرى في بلاد الصين، عرَّفوها باسم (هوشي) بشكلٍ واثق ومبين، حتى إنها احتفظت باسمها إلى هذا الحين.


يعود الفضل الأكبر والحقيقي، في ترقية السلم الموسيقي، إلى الآلات الوترية، التي اكتشفها أوائل البشرية، لكن مهما كثرت الاختلافات على نقطة البدايات، فلا يزال المجهول قابعاً فوق عرش النهايات.