الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الدراما الليبية

لا تزال الأخبار المثيرة للقلق تتوارد من ليبيا، ووفقاً لبيانات صادرة عن منظمة الصحة الدولية، فاق عدد القتلى في الاشتباكات العسكرية 100 قتيل وأكثر من 500 جريح.

ففي الرابع من أبريل الجاري، بدأت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر هجومها الواسع على العاصمة، تحت شعار «تحرير طرابلس من الإرهابيين»، وبعدها استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خليفة حفتر ليؤكد له دعم مصر للحرب ضد الإرهاب والميليشيات المتطرفة، وضرورة السعي لضمان تحقيق الأمن والاستقرار في عموم ليبيا، وإعادة تأسيس الدولة الليبية ذات السيادة (يذكر أن الحدود المصرية – الليبية تمتد لأكثر من ألف كيلومتر).

ومن المعلوم أن ليبيا غارقة في أتون الحرب منذ مقتل القذافي في شهر أكتوبر من عام 2011، ومنذ ذلك الوقت، كانت الميليشيات الإسلامية تسيطر على مساحات شاسعة من هذا البلد المترامي الأطراف، ويكمن السبب الأول لهذه الأزمة في أن حلف الناتو قام بقصف ليبيا عام 2011، ومنذ ذلك الوقت، لحق الدمار بالدولة كلها، وتحولت إلى ما يشبه «الثقب الأسود» الذي سمح للإرهابيين بتهريب الأسلحة والتمدد نحو الجنوب، وفتح الباب أمام تدفق المهاجرين غير الشرعيين نحو الشمال.


وكانت روسيا تطالب باستمرار بأن يكون للشعب الليبي وحده الحق في تقرير مصيره، من خلال إطلاق حوار شامل ومن دون تحديد أطر زمنية لنهايته، كما رحبت موسكو بالاتصالات التي كانت تجري بين قائد الجيش الوطني الليبي المشير حفتر، ورئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، ودعّمت الحوار بين كل القوى السياسية، ولم تتوقف عن إرسال هذه الإشارات لهم جميعاً.. نحن نعتقد أنه ينبغي على كل بلدان العالم من دون استثناء أن تدعو الليبيين لوقف الاقتتال والجلوس إلى طاولة الحوار، هذا في وقت يعتقد فيه بعض المراقبين أن الصراع العسكري الحالي يمكن أن يطول بعد أن وصلت ميليشيات من مصراتة لدعم حكومة السراج في طرابلس.


ويعاني هذا البلد الممزّق، المآسي منذ ثماني سنوات، وأصبح الليبيون بحاجة إلى السلام، ومن الجدير بالملاحظة أن الممثل الرسمي للمشير خليفة حفتر قال في أحد الأيام: «إنه يرغب في التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة الليبية عن طريق محادثات تشبه تلك التي شهدتها مدينة سوتشي الروسية» بمعنى أن يتم التعامل مع الأزمة الليبية وفق آلية مشابهة لتلك التي تبنتها الدول الثلاث روسيا وإيران وتركيا سعياً للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.