الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

حرب إلكترونية ليبية

منذ أيام قليلة بدأت الحرب في العاصمة طرابلس بين الجيش الوطني الليبي والملشيات.. السيناريو معروف يتمثل في سقوط ضحايا وسيطرة الأقوى على الموقف، وهكذا تنتهي الحروب دائما، لكن هذه الحرب تحوَّلت اليوم إلى صراع افتراضي وجيوش إلكترونية، وحرب وسائل إعلاميَّة، تاهت فيها المعلومة الصحيحة، حيث أن كل طرف ينقل وجهة نظره فقط دون حياديّة.

وبحسب محللون سياسيون أن الحروب التي عاشتها ليبيا منذ العام 2011، بسبب الأوضاع السياسية المتعثرة تحولت إلى صراع جهوي بين مناطق غربية وشرقيّة، وشماتة واتهامات بالجملة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، أحدهما يتهم سكان طرابلس بأنهم لم يحركوا ساكنا بعد مجزرة«غرغور»، وآخر يقول: أنتم يا عرب بنغازي ماذا فعلتم بعد مجزرة السبت الأسود؟، وكم مرة خرج (الشرقاوي) في مظاهرات ضد أنصار الشرعية، وكم مرة خرج (الغربوي) ضد المليشيات المسلحة.

هذا فضلا عن الألفاظ التي لن تسمعها إلا في الشارع ودعوات صريحة إلى الانتقام والكراهية يتبادلها طرف الثالث، وهناك طرف رابع يتعامل مع الموضوع بقليل من الحكمة داعيا إلى حجب الفيس بوك في ليبيا إلى أن تضع الحرب أوزارها، التي ستتوقف يوما ما، ولكن ما طال النسيج الاجتماعي الليبي سيبقى، وسيرث الجيل القادم ثروة من الحقد والكراهية يطالب المركز الليبي لحرية الصحافة (منظمة ليبية مستقلة غير ربحية تعمل في مجال حرية الصحافة والإعلام وقد أسسها مجموعة من الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان على إثر تفشي الانتهاكات والاعتداءات الخطيرة بحق الصحفيين الليبيين مما يهدد حرية التعبير بالمجتمع الليبي) كافة وسائل الإعلام بالكف عن الممارسات الفجة في تغطية مجريات الأزمة، فضلاً عن وقف الأعمال العدائية عبر الشبكات الاجتماعية والتعامل بأخلاق مع الخصوم، ودعم إنهاء الاقتتال ورأب الصدع، ويأتي هذا في ظل فقدان البوصلة نحو ترسيخ إعلام وطني يدعم المصالحة والسلام بين الليبيين ويؤسس لدولة مدنية.


تتعلق آمال الكثير من اللبيبين بالمجتمع الدولي لإيجاد حلول تجنبهم حروبا طويلة، ولكن تبدو بياناتهم تتغير وفقا للأوضاع الميدانية. ويعتقد الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا من الأهمية بمكان أن تدرك ليبيا وأن يدرك أهلها جميعهم، الحاجة إلى حل سياسي يكون قائماً على الحوار، ومن الواضح بالنسبة لي أننا بحاجة ماسة إلى تجنب الكثير من الصراع، وتبقى أحلام الليبيين كبيرة في العودة إلى السلام.