الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

من يكسر الاحتكار؟

بعد مقال «كسر احتكار البرمجيات» وصلني العديد من التعليقات المؤيدة والمتألمة، والداعية إلى التفكير الاستراتيجي في كيفية الوصول إلى الجهوزية لإحداث الاختراق المنشود.

هناك العديد من الأدوار والخطوات الموزعة بين قطاعات المجتمع في البلد الواحد، أو على المستوى الإقليمي، فعلى الحكومات - مثلاً - التداعي لعقد مؤتمرات تجمع أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب المشاريع البرمجية والمصادر المعرفية والعملاء المتوقعين، إضافة إلى توفير ضمانات النجاح، مثل: البنية التحتية، وأولويات التعاقد في المشاريع الحكومية، وأن تكون تلك الخطوات انطلاقاً من استراتيجية الحكومة بعيدة المدى، وليس تكتيكاً آنياً متغيراً.

وعلى أصحاب رؤوس الأموال تخصيص استثمارات مالية كثيفة لهذا المجال الجريء والواعد وغير الآمن أيضاً، لأن بناء الموثوقية في مجال البرمجيات تتطلب ـ إلى جانب قوة البرمجيات ـ وجوداً فعلياً في كل المنطقة الجغرافية، التي سيتم فيها تسويق المنتجات من أجل إثبات الجهوزية للدعم الفني لبرامج قد تكون العمود الفقري لمؤسسات العملاء، وعدم الاستجابة لمشكلات عميل واحد سيعصف - غالباً - بالسمعة والموثوقية إلى الأبد.


أما رواد الأعمال وأصحاب الأفكار البرمجية فعليهم دراسة الفجوات الحالية، واستشراف مستقبل تطور المجال وأدواته من أجل بناء تطبيقات تلبي المتطلبات على أسس احترافية تضاهي الحلول البرمجية العالمية، وقد يكون البدء ببناء تطبيقات احترافية تستهدف تحديداً الشركات الصغيرة والمتوسطة والقطاعات الحكومية محدودة الأنشطة، التي قد تضحي بشيء من الموثوقية في مقابل انخفاض السعر، ومع تراكم قصص النجاح يمكن توسيع نطاق العملاء عدداً ونوعية، وصولاً إلى العالمية.


لكن بعض القراء يرى أن هذا لن يجدي، لأن السبب يكمن في عدم ثقة العرب في منتجاتهم!.. فهل هذا صحيح؟، وما هو الحل؟.