الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الذهب تجده في القاع

من الطرق التي يتم بها فصل الذهب عن الصخور والتراب بالطرق البدائية التي تمليها الفطرة، أنهم يسحقون الصخور ثم يضعون الناتج في وعاء، يضيفون إليه الماء ويسكبونه، فلا يُبْقون إلا الرواسب المتبقية في القاع، ويكررون العملية مرات عديدة حتى يتبقى الذهب في القاع، لأن ما يطفو على السطح لا يمكن أن يكون ذهباً.

من جانبٍ آخر، فإن الماء وهو من أهم العناصر في الكوكب، لكونه مصدر الحياة وأصلها، ولا حياة بدونه، لذلك فهو قَيِّم وثمين، رغم ذلك فإنه لا يتطلع لأن يصعد نحو الأعلى، بل تراه دوماً يتجه نحو الأسفل، وذلك لا يُنقص من قدره ومكانته ودوره.

ومن جانبٍ ثالث، ففي مجال الزروع والحصاد، فإن الثمرة الخاوية من الداخل ترتفع، بينما نجد الثمرة الناضجة والأصيلة تتوجه نحو الأسفل.


بحسابٍ بسيط يمكنني استنتاج أن ملايين النسخ أنجزت وتنجز مثلي تماماً وربما أفضل؛ في الصين وحدها أو في الهند، وما نحن إلّا مارّون، علينا أن نقول كلمتنا ونمضي، لنزيد سعة الأرضِ، ولا مجال للتكبر، فالتواضع سمة الكبار.


المتكبر كالواقف على جبل، يرى الناس صغاراً ويرونه صغيراً، تماماً كالطيور، كلما حلقت عالياً تصغُر في أعين الناس، فلنكن معدناً صافياً كالذهب الثمين النادر والعزيز، وعنصراً مهماً كالماء الأصيل الذي يشكل أصل الحياة، ولا نكون بلا لبٍّ ولا محتوى، بل كالسنابل الملأى، فكلها لا تجدها في الأعلى، بل أقرب من الأدنى.