الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

ترامب العزم.. والإخوان

أذكر وتذكرون جميعاً تلك الصورة لعدد من تنظيم الإخوان المسلمين وهم يصلون داخل قاعة في مبنى الكونغرس الأمريكي منذ أعوام، مجموعة تصلي وآخر يلتقط صورة لأولئك «المؤمنين» ليقولوا للعالم إنهم يصلون! وصورة أخرى لوفد التنظيم الإرهابي أمام الكونغرس من الخارج وهم يرفعون علامة «رابعة» وحول عنق أحد قيادات التنظيم «كرافتة» عبارة عن علم الولايات المتحدة، كان ذلك أيّام «الربيع الإخواني» وهم يخدعون عدداً من المسؤولين الأمريكيين ويوهمونهم بأن الإخوان هم الحل في الشرق الأوسط وأنهم يتمتعون بشعبية واسعة في الشارع العربي والإسلامي، فضلاً عن أنهم يمثلون الإسلام الوسطي، وبالتالي فهم يستحقون الحكم وهم الأقدر عليه.

لقد صدقهم بعض الأمريكيين حينذاك وساروا معهم إلى حين حتى اكتشفوا حقيقتهم .. واليوم وبعد أن سقطت تلك الأساطير وانكشفت تلك الأكاذيب، وبعد أن عرف العرب والمسلمون بل والأمريكيون حقيقة هذا التنظيم لم يعد هناك مجال للشك في أنه أم التنظيمات الإرهابية في العالم، وأنهم نبع الفكر العنيف والمتطرف في المجتمع المسلم، لذا أصبح لا مفر من وضع هذا التنظيم في قائمة الإرهاب العالمي.

الولايات المتحدة منذ بداية حربها على الإرهاب، بعد أحداث سبتمبر2001، حاربت كل الإرهابيين وتجاهلت الإخوان فقطعت ذيل الإرهاب وأطرافه ولم تكتشف أن أساس الإرهاب يسرح ويمرح دون حسيب أو رقيب .. لذا يجب ألا يستغرب العالم لماذا لم يتمكن من القضاء على الإرهاب طوال تلك السنوات، ولماذا قوي وتطور الإرهاب، وبدل أن ينتهي ظهر لنا داعش وغيره بعد القاعدة!


بمجرد أن أعلن البيت الأبيض يوم الثلاثاء عزم ترامب على إدراج تنظيم الإخوان المسلمين في القائمة الأمريكية الخاصة بالجماعات الإرهابية الأجنبية أصيب الإخوان بصدمة لم يستفيقوا منها بعد، وجنّ جنون من يؤونهم ويدعمونهم .. فمن الدوحة أعلن وزير الخارجية الإيراني أن إيران ترفض سعي أمريكا لتصنيف «الإخوان» تنظيماً إرهابياً ... أما النظام القطري فقد تورط بين من يعشق ومن يخشى منه، وكانت المتحدثة باسم الخارجية القطرية تقول إن الدوحة: لا تعارض الإخوان لكنها لا تدعمهم أيضاً... أما حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا فقد كان تعليقه هو الأغرب والأكثر خداعاً عند ما قال المتحدث باسمه: تحرك واشنطن ضد «الإخوان» سيدمر الديمقراطية!!


الواقع، إن هذا العزم الأمريكي إذا ما تم فسيكون قراراً تاريخياً مهماً ستتبعه مرحلة جديدة يتراجع فيها الإرهاب كثيراً.