السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الضحك خاصية الإنسان

دون شك أن من يملك موهبة إضحاك الناس، وإضفاء نكهة من السرور على المكان الذي يوجد فيه، من خلال خفة الدم وإلقاء الطرائف والتعليقات على من هم موجودون، دون شك أن هذه الفئة من الناس، يحظون بترحيب في كل مكان يوجدون فيه .. وهذه الفئة تحظى بهذه المكانة في مختلف العصور والحقب الزمنية، وهي تدل دوماً على حاجة الناس للبهجة والسرور، وعندما لا يجدها الإنسان في مختلف جوانب حياته اليومية، يقوم بصناعتها والعمل على إيجادها، لذا وجدت هذه الفئة من الناس وهم يتمتعون بخفة الظل وموهبة إضحاك الناس .. وكما قال الكاتب والطبيب وعالم اليونانية، المتوفى عام 1553 فرانسوا رابليه «إن الضحك هو الخاصية المميزة للإنسان». وهذه المقولة توضح جانبين، الأول هو فهم العلماء والصفوة لوظيفة الضحك وإدخال السرور لقلوب الناس، أما الثاني أهمية الضحك والسعادة للإنسان لكونها خاصية ينفرد بها.وعلى الرغم من اتضاح أهمية إضحاك الناس وإدخال البهجة في قلوبهم، فإنه تبقى هناك متطلبات ومواصفات ونحوها من الشروط، يجب على من يتوجه نحوها بغرض إضحاك الناس التنبه لها والعمل وفقها، وإن لم يفعل فقد يتحول إلى وظيفة أخرى وهي التهريج ولا أكثر، وقد لا تكون هناك مشكلة كبيرة، لكن قد يقول كلمات ويوجهها بغير فن ولا مهارة وكلمات ليست في محلها، والذي سيحدث هي مفارقات وخلافات وسوء فهم واضح، والذي أشير إليه تحديداً أن من يحاول إضحاك الناس دون علم ودون موهبة، فإنه سيكون كمن يدخل البهجة والسرور في نفق مظلم، ولكن ليست هذه هي المشكلة الوحيدة، بل هناك شكوى المتلقي عندما يقوم كوميدي المجالس، بالتعليق عليه ومعه قد يصاب بالغضب وقد تكون الأمسية بدلاً من الضحك والترفيه، مكاناً للتوتر والخصام .. نعم لإضحاك الناس، ونعم لإدخال البهجة والسرور على قلوبهم، ولكن لا وألف لا، لإلقاء التعليقات على أناس مهمومين بلقمة العيش، أو لإضحاك الناس من خلال التهكم والاستهزاء، هنا ستكون عملية البهجة والضحك ملوثة وغير صحية، وغير مرحب بها، ومع الأسف هذا ما يحدث في البعض ممن يحب أن ينشر السرور في القلوب.