الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

انطباعات سائحة

انطباعات سائحة

572641_267

من أطرف ما سمعت هذه الأيام، من سيدة أجنبية حول ذكريات زيارتها الأولى للدولة، وصادف أن توافق ذلك مع شهر رمضان، وهي لا تعرف شيئاً عن خصوصيته، فحدثتنا عن شعورها في الطائرة، وهي تنتظر نزولها على أرض أبوظبي التي سمعت عنها وشاهدت الكثير من الوثائقيات حولها استعداداً لزيارتها الأولى لها، حتى إنها تعلمت بعض الكلمات العربية، وبكل الشوق انتظرت هبوط الطائرة على أرض المطار.

استقلت السيارة إلى الفندق، لكنها فوجئت بشوارع فارغة تماماً من المارة، فأصابها الوجل للحظات، وطوقت رأسها علامات استفهام كثيرة، وتساءلت: «تُرى ما الأمر؟.. ليست هذه الصورة التي سمعتها عن الإمارات، وأين نبض الحياة الذي يبهر كل من زارها؟».. الشوارع أنيقة والحركة المرورية منظمة، والأضواء واللافتات والمشهد العام يعكس صورة عن مدينة في غاية التحضر، ولكن أين ذهب سكانها؟، هل هجروها؟ أم أن في الأمر شيئاً يدعو للخوف والريبة؟ وفجأة، رفعت مكبرات الصوت من كل الاتجاهات الأذان.

وبعد وصولها إلى الفندق وترتيب حاجاتها، بقليل، نظرت من خلال الشرفة، ففوجئت بجموع الناس يخرجون إلى الشارع فرادى وزرافات من كل حدبٍ وصوب، فزادها المشهد وجلاً وحيرة.


من منطلق ثقافتها، وبيئتها ونشأتها، وكل مخزونها من المعرفة، لم تجد أي تفسير لما رأت، فراغ كلي للشوارع، يتلوه اكتظاظٌ لم تألفه من قبل، من المارة والسيارات والنبض والحركة، فسألت فأجابوها «إنه وقت الإفطار»، ولم تفهم.


وبعد أن استفسرت طويلاً.. فهمت، وأدركت أنها زارت مدينة ودولة لها هوية وخصوصية وطقوس تميزها عن بقية مدن العالم.