الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

إيران .. زمن الخيارات المرّة

ما الذي تواجهه إيران في الأوقات الحالية حيث السحب الداكنة تجتمع فوق سماواتها ؟المؤكد أن نهاية الحقبة الخمينية قد لاحت في الأفق، بالضبط كما جرى في العام 1945 حين شارفت النازية والفاشية على الأفول، من جراء إرادة دولية، حاسمة وحازمة ومرة إلى الأبد.

ما يتجمع في الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط ليس تظاهرة عسكرية بهدف العرض الإعلامي، بل إننا أمام مخاطر محدقة بنظام الملالي، إلى حد الإطباق على أنفاس نظام شمولي ديكتاتوري، صدّر الإرهاب والقمع والخوف إلى جيرانه في الإقليم وإلى بقية العالم.

تدرك إيران أن الحصار الاقتصادي المفروض عليها الآن سوف يؤدي إلى انهيارها من الداخل ما لم ترتدع وتغيّر من مسارها ومسلكها، وهو أمر مستبعد شكلاً وموضوعاً، ولهذا يبدو أن فكر المواجهة الانتحارية يكاد يخيّم على تفكيرها ومن معها من وكلاء في المنطقة.


ما جرى خلال الأسبوع الماضي في ميناء الفجيرة من جهة وعند خطوط أنابيب النفط السعودية من جهة أخرى، يوفر لنا علامات استدلالية على الأسوأ الذي تخطط له إيران، سيما إذا وصلت قناعاتها إلى أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة.


فارق بالطبع بين الشعب الإيراني صاحب الدالة على التاريخ والحضارة، وبين نظام ثيؤولوجي، اختطف إرادة الإيرانيين لمدة أربعة عقود، وحان وقت الخلاص منه، وعليه فإن هناك دوراً شديد الأهمية يقع على عاتق الجماهير الإيرانية في الداخل.

أغلب الظن أن إيران تواجه خيارات مرة لكنها تكابر إلى أن يحين أجلها المكتوب...ماذا عن تلك الخيارات ؟

تنقسم أقدار إيران إلى قسمين اقتصادي أولاً، وسياسي تالياً.

أما عن الاقتصادي فتبدو كافة السبل مسدودة أمامها، فالحصار الاقتصادي الأمريكي من الواضح أنه جامع مانع، وأوروبا رغم تصريحات موغيريني ستنضم قريباً جداً، ومن جراء ردات فعل إيران العشوائية، إلى معسكر المحاصرين لإيران كي ترتدع.

المتابع لتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأيام الماضية يوقن بأن روسيا لم تعد مكترثة بأقدار إيران، فقد اعتبر الرجل أن بلاده ليست فريق إطفاء يقوم على إنهاء الحرائق حول العالم، والقاصي والداني يعلم علم اليقين بأن روسيا ليست لها مصلحة في أن ترى إيران دولة نووية بالقرب من حدودها، كما أن أخطاء إيران تجاه روسيا وبنوع خاص على الأراضي السورية لم ينسها الروس أبداً.

أمام الملالي ثلاثة خيارات مرة في مواجهة التطورات المتصاعدة الأخيرة:

الخيار الأول: الاستسلام، أي التسليم للولايات المتحدة الأمريكية بالاثني عشر مطلباً الموضوعة أمامهم، والبدء في تغيير جذري للتوجهات الإيرانية، وبلورة رؤية جديدة لنظم حكم مختلف عما جرت به الأقدار طوال أربعين سنة.

لكن الذين عندهم علم من كتاب بشأن إيران الدوغمائية يوقنون بأن ذلك معناه أن يكتب الملالي نهاية ثورتهم بأيديهم، وأن طرح دولتهم سوف ينتهي إلى الأبد، ولهذا فإنهم يفضلون الموت على الاستسلام، لكنه في الأغلب سيكون موتاً على طريقة شمشون.

الخيار الثاني: الانتظار، ويقصد به الرهان على الوقت إلى حين انتهاء رئاسة دونالد ترامب الأولى، والتمني بأن يخسر الانتخابات القادمة، فربما يأتي رئيس أمريكي ديمقراطي تستطيع طهران خداعه كما فعلت مع أوباما.

الخيار الأخير: المقاومة، أي المواجهة العسكرية والحرب، حيث يلاقي النظام حتفه.

فلينظر الملالي ماذا يرى؟