الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

طبول حرب وشيكة

هل هي طبول الحرب أم أنها طبول جوفاء؟.. أو أن كل هذا الضجيج ليس سوى عاصفة في فنجان، أو قد يكون استعراض قوة لتهديد إيران ليس إلا، وإذا كانت هي الحرب فأين ستدور رحاها؟ وأي أرض ستكون ميدانها ومسرحها؟

هذه الأسئلة المتداولة اليوم بين شعوب المنطقة وليس بين قادتها، فالقادة بالتأكيد يعرفون الأجوبة ومتهيئون للحدث المقبل، وليس غريباً أن تكون هذه الأسئلة وغيرها شاغلة العراقيين بكل طوائفهم وأديانهم وتوجهاتهم، لكونهم على شبه يقين بأنهم هم وبلادهم سوف يدفعون ثمن هذه الحرب.

لنا تجارب، نحن العراقيين، مع قصص الحروب، وواشنطن لم تحرك أساطيلها وتحدث كل هذا الضجيج من دون أن تكون هناك حرب، حرب بأي طريقة أو أسلوب، مع أن لا أحد يريد الحرب، لا أمريكا ولا دول الخليج العربي، وحتى إيران المقصودة بهذه الحرب قالت لا نريدها.


لكن الممارسات غير ذلك، فالولايات المتحدة ومعها غالبية الدول الأوروبية وبعض الدول العربية، تمنع رعاياها من السفر إلى العراق، بل وتسحب جزء أو كل دبلوماسييها من سفاراتها ببغداد، والإدارة الأمريكية تشدد على المسؤولين العراقيين ألا يقفوا مع إيران في هذه الأزمة.


الأحزاب الشيعية والميليشيات المسلحة العراقية تعلن ولاءها لولي الفقيه الإيراني، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني يجتمع بقادة الأحزاب الشيعية والميليشيات الموالية له ببغداد، ويأمرهم بالاستعداد لضرب المصالح والقوات الأمريكية في حالة نشوب الحرب ضد بلده، ذلك أن سليماني وسيده علي خامنئي يعتقدان أن الدم العراقي أرخص من الدم الإيراني، لهذا يدفعان إلى القتال بأرواح غيرهم، وهذا يظهر في تعرض محيط السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد لقصف صواريخ كاتيوشا، وقيام إيران بضرب ناقلات نفط في المياه الإقليمية لدولة الإمارات، ودفع ميليشيات الحوثي الموالية لها بقصف منصات تصدير النفط في السعودية.. أيكون كل هذا مجرد ضجيج، أو القرع على طبول جوفاء؟

الحقائق لا تقول ذلك، بل تؤكد أن الحرب وشيكة، لكن أي نوع أو أسلوب من الحروب؟ فهذا ما لا نعرفه، ولكن الذي نتيقن منه هو أن إيران هي المتسبب بكل هذا، وبكل الكوارث التي حدثت، والتي قد تحدث في المنطقة، وهي من يجب أن يدفع الثمن، وتستحق العقاب.