الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

دراما بنكهات جاذبة

عندما ظهر المرض كان لا بد من وجود دواء، هدفه هو العلاج، بدأ بالأعشاب ثم تطور بما استوجب صناعة أدوية، فتعددت مصانع الأدوية؛ وبرزت المنافسة؛ وتسيد هدف الترويج والتوزيع، حتى وصل الأمر لأن تتجاوز الميزانية المرصودة للترويج والتسويق، تلك الميزانية التي يتم إنفاقها على البحث العلمي في شركات الأدوية.

تتعدد وسائل التسويق للدواء، بينها يذهب جزء مهم من الإنفاق إلى التغليف والتعليب، ومن ضمنها تجد الشركات تتنافس في تلبيس حبوب الدواء بما يشبه الحلوى، وبنكهات مختلفة كالفراولة والفانيليا وغيرها، وهو ما يساهم بقدر كبير في نجاح خطط التسويق نتيجة إقبال الجمهور على هذه الألوان والنكهات.

عندما نعلم أن مليارات الدولار يتم إنفاقها على الترويج والتسويق للأدوية، وبصورة تفوق تكلفة الدواء نفسه، ما يرفع نسبة الأرباح للشركات المنتجة، حينها ندرك أن الكسب المادي الذي يسعى المنتج لتحقيقه، يمثل هدفاً يفوق بأهميته الهدف الرئيس من صنع الدواء، والذي يتمثل بعلاج الأمراض.


بهذه القاعدة نفسها والمنهاج، يتم العمل على المنتج الدرامي، فصارت المشهدية والمناظر والأزياء وارتفاع التكلفة تتغلب على الهدف الذي وُجدت الدراما في بدايتها من أجله، حيث بدأت لتوعية الفرد والارتقاء بفكر المجتمع بل ساهمت في تربية الشعوب.


نحن اليوم أمام دراما اشتغلت على الترويج، وجذب الجمهور بخلق نجوم يقلدهم الشباب ويقتدي بهم مظهراً وسلوكاً، من ذلك ممثلون يروجون لفكرة أن الخروج على القانون هو الرجوليّة، في حين غابت الرسالة التي تخدم المجتمع، وحلت محلها مفاهيم وعبارات وصور؛ كفيلة بهدم جيل، المهم أن المُنتج رفع أرباحه.