الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

حدث في 24 ساعة

ما بين موعد إقامة نهائي بطولة الأندية الأفريقية والأوروبية للأندية البطلة 24 ساعة فقط، ولكن المساحة بين النهائيين كانت شاسعة لدرجة لا يمكن من خلالها قياس الفوارق، فشتان بين الثقافة الاحترافية التي شاهدها الجميع في النهائي الأوروبي والتخبط والانفلات التنظيمي والفوضى التي كانت تتصدر المشهد بملعب رادس، في النهائي الذي جمع بين الترجي التونسي والوداد المغربي، الذي بدأ متوتراً وكانت نهايته كارثية بكل معنى الكلمة.

وتصدر مشهد العام صورة المدرجات التي كانت أقرب لساحة معركة، استخدمت فيها كل أنواع المفرقعات والقنابل الدخانية المحرمة دولياً في جميع الملاعب الرياضية، وعندما تتوقف المباراة لأكثر من 60 دقيقة بسبب احتجاج لاعبي الوداد على قرار حكم المباراة الذي ألغى هدف التعادل بداعي التسلل، وعندما تنتظر وتترقب الجماهير لأكثر من ساعة لكي تعرف ما هو مصير المباراة، وعندما يتم تعطيل تقنية (الفار) عمداً ويتوج فريق وينسحب الآخر في مشهد درامي، فإن في ذلك ما يكفي لكشف حجم التخبط والفساد الإداري، الذي جعل من الكرة الأفريقية بيئة طاردة للمواهب التي اختارت الرحيل هرباً من جحيم الاتحاد الأفريقي.

الصورة الذهنية السلبية للنهائي الأفريقي أرهقت عقولنا وأصابتنا بالأرق، ولم يكن أمامنا سوى أن نتحول لملعب ميتروبوليتانو بالعاصمة مدريد، حيث الموعد المرتقب للنهائي الأوروبي الذي جمع قطبي الكرة الإنجليزية ليفربول وتوتنهام، ولكن شتان الفارق بين المناسبتين، بدءاً من مشهد المدرجات والتشجيع الحضاري، ومروراً بتعامل لاعبي الفريقين فيما بينهم وانتهاء بعملية التتويج وتسليم الكأس، الذي كان انعكاساً للوجه الجميل والأسلوب الحضاري الذي يغلف أجواء كرة القدم في القارة العجوز، والذي كان من أسباب تفوقها على بقية قارات العالم، ليس لأنهم الأفضل فنياً بل لأنهم حرصوا على نشر ثقافة الاحتراف في التعامل مع التفاصيل الصغيرة، ولم يتركوا شيئاً للمصادفة ولم يفتحوا المجال أمام المنتفعين أو الدخلاء، لذا تفوقوا وتركوا الآخرين تائهين في بحور التخلف.


كلمة أخيرة


عاد ليفربول زعيماً لأوروبا بلقب هو السادس في تاريخه، وكلنا فخر واعتزاز بما قدمه محمد صلاح الذي خرج من أم الدنيا ليعتلي قمة الهرم الكروي في العالم.