الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

الإمارات وصفقة القرن

كل ما يعرفه العالم أن دولة الإمارات كانت دائماً وأبداً مع القضية الفلسطينية ومع الحق الفلسطيني قولاً وفعلاً.. عقلاً وقلباً.. مادياً ومعنوياً.. ولم تتأخر الإمارات يوماً عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، فمنذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، إلى اليوم ودولة الإمارات ملتزمة بالخيار الفلسطيني للحل وكلمة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في شهر مارس الماضي كانت واضحة، عندما قال إن القضية الفلسطينية جوهرية للأمتين العربية والإسلامية، وأكد السعي نحو التوصل إلى حل شامل ودائم وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.. هذا هو موقف دولة الإمارات الذي لم يتغير يوماً وسيبقى كما كان حتى تعود الحقوق إلى أصحابها.

ومعروف مَن روج لما جاء في مقال «نيويورك تايمز» حول صفقة القرن ومحاولة إلصاقها بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبدولة الإمارات، ومعروف من يقف وراءها، فقد لاحظ الجميع قدر التحريف والتحوير الذي قامت به بعض وسائل الإعلام حول هذه الجزئية من المقال، فشخصياً لا أشك بأن الإمارات تتكلم مع الأمريكيين وغيرهم حول قضية فلسطين، بل المنطق يقول إن كل الدول العربية الحريصة على القضية يجب أن تتناول هذا الموضوع مع الإدارة الأمريكية وفِي جميع الاجتماعات المفتوحة والمغلقة وكذلك في المحافل الدولية، فالشعب الفلسطيني يعاني والعرب يجب أن يقفوا معه، وبما أن قناعة الإمارات راسخة في حق الفلسطينيين، فمن دون شك، إن أي حديث سيدور حول القضية سيكون متماهياً مع إرادة ورؤية الشعب الفلسطيني وقيادته، وهذا ما يعرفه الفلسطينيون جيداً، أما ما ليس في صالح الشعب فلن يكون ضمن ما تتبناه دولة الإمارات.

و«صفقة القرن»، التي هي فكرة أمريكية لم يعرف أحد كل تفاصيلها ولا هدفها، لا يمكن أن تتبناها دولة الإمارات أو أي دولة عربية من دون موافقة الفلسطينيين عليها وقبولها.. والقمة الإسلامية الأخيرة في مكة التي كانت الإمارات جزءاً منها رفضت أي حل لا يقبله الجانب الفلسطيني.


إن محاولة الإيحاء بدور إماراتي في هذه الصفقة تبدو واضحة الجهات التي تقف وراءها لكن الشعب الفلسطيني اليوم يعرف تماماً من يقف معه بصدق ومن يقف معه من أجل مصالحه وأجنداته الخاصة.