الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

أين المفر؟

واحدة من ميزات المدينة الحديثة وسلبياتها أيضاً أنها تعزلنا عن أمور لا نود مشاهدتها، وأعني بالتحديد ما ننتجه من مخلفات وقمامة، بعضنا لا يحتاج حتى لأن يتعامل مع القمامة حتى في المنزل لأن هذا مسؤولية الخدم، لذلك يمضي اليوم من دون الحاجة للتفكير أو الاهتمام بهذا الجانب، هناك من سيتعامل معه ويتخلص منه بعيداً عن أعيننا.

القمامة لا تختفي بل تذهب لمكان ما، وفي الغالب تذهب لمكبات النفايات، حيث تحفر الأرض لتستقبل النفايات بأنواعها ثم تردم، وفي أحيان تكون الأرض بعيدة عن أي مدينة ولا تحفر بل تستخدم لكب النفايات من دون ردمها، وتبقى هناك بعيداً عن أعين الناس، وهذه طريقة قديمة للتخلص من النفايات، والفرق اليوم أن هناك مواد حديثة لن تتحلل إلا بعد قرون وهناك مواد مضرة بالبيئة وملوثة.

لذلك بعض الدول كانت ولا تزال تصدّر نفاياتها إلى دول أخرى، الصين توقفت عن قبول نفايات البلاستك في يناير من 2018، لذلك تحول التصدير إلى دول أخرى تستقبل النفايات مقابل المال، وعلى أمل أن يعاد تدوير البلاستيك ليصبح مادة يمكن استخدامها مرة أخرى، لكن لا يمكن إعادة تدوير كل نوع من البلاستيك لأسباب عدة، ولذلك جزء كبير منها يصل إلى مكبات النفايات أو أسوأ من ذلك: إلى الأنهار والمحيطات.


النفايات الإلكترونية نوع آخر من القمامة يُصدّر إلى دول فقيرة، ويعاد تدويره هناك بأساليب مضرة بصحة الناس، الإلكترونيات تستخدم البلاستيك ومعادن ثمينة مثل الذهب والفضة وكذلك النحاس، لكن عملية التدوير نفسها تلوث السماء والأرض والبحار، الناس يحرقون الأجهزة أو يستخدمون مواد كيميائيّة لاستخراج المعادن.