الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

بين التسويق والتكديس

قصة اللاعب «يوسف» التي استعرضناها في المقال السابق ليست سابقة أو حالة استثنائية، بل هناك العشرات من القصص المشابهة لها، والتي خسرت معها كرة الإمارات العديد من المواهب بسبب الإغراءات المالية، التي أصبحت كل شيء في رياضتنا والهاجس الأول للاعبين. ولم تعد مسألة قتل المواهب أمراً مهماً طالما أن هناك أندية تعمل جاهدة لتفريخ أشباه المواهب، وأخرى تملك القدرة المالية للشراء بأعلى سعر، من دون أي اعتبار لحجم الاستفادة من تلك التعاقدات التي تؤدي إلى تكديس اللاعبين وحفظهم في الثلاجة حتى تنتهي صلاحيتهم، أو تتخلص منهم قبل تاريخ الانتهاء بأسعار زهيدة.

والمسألة لن تنتهي وستبقي مستمرة طالما هناك أندية صغيرة همها المال وأخرى هدفها المنافسة بأي شكل من الأشكال، وفي النهاية الخاسر الأكبر كرة الإمارات ورياضتها التي التصقت بها تهمة أنها لم تعد ولادة للمواهب، بينما الواقع مختلف في ظل وجود من يقتل المواهب مع سبق الإصرار والترصد.هناك أمور تبدو غائبة عن العديد من الإدارات في الأندية الكبيرة التي تركز بوصلتها على مخرجات الأندية الصغيرة من اللاعبين الشباب، فالأندية الكبيرة تعيش أجواء المنافسة على جميع البطولات والجبهات، والصراع بين اللاعبين لحجز مقعد في التشكيلة الأساسية يتطلب مقومات خاصة يصعب توفرها في اللاعبين الصغار القادمين من الأندية الصغيرة، ووجود مدربين كل تركيزهم الفوز وتحقيق البطولات لا يفتح المجال أمام اللاعبين الشباب لإظهار مواهبهم، لأن تركيز المدربين منصب على اللاعب الجاهز وصاحب الخبرة، ومعها تقل فرص اللاعبين الشباب في المشاركة إلا في مناسبات قليلة أو مع فريق الرديف، ويقل عندهم الحماس ويسيطر عليهم الإحباط إلى أن ينتهي بهم المطاف، إما بإعارتهم لأندية أخرى أو الخروج من الباب الخلفي، والبحث عن مكان يتنفسون فيه هواء كرة القدم التي حرموا منها بسبب مغريات المال.

كلمة أخيرة


الأندية الكبيرة في أوروبا تشتري اللاعبين الموهوبين بهدف الاستثمار بالاستفادة منهم لدعم صفوف الفريق كهدف أساسي، أو استثمارهم بعملية إعادة البيع، هناك يجيدون أسلوب التسويق ونحن نتقن أسلوب التكديس وهذا هو الفارق بيننا وبينهم.هناك أندية تشتري اللاعبين وتكدسهم دون أي اعتبار لحجم الاستفادة من تلك التعاقدات