الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

قراصنة الحرس الثوري!

قراصنة الحرس الثوري!
بطريقة تنتمي لتكتيكات قراصنة البحر في العصور الوسطى، أفلت نظام «طهران» مجدداً قطعان حرسه الثوري البحرية على امتداد سواحل الخليج العربي وخليج عمان، لممارسة واحدة من أكبر عمليات القرصنة على مر التاريخ وأكثرها وقاحة، عبر استهداف ممرات الملاحة وإمدادات النفط العالمية، في سابقة إرهابية، تجسد مفهوم «إرهاب الدولة» في أعتى صوره وأكثرها سوداوية.

وبالرغم من بدائية الطريقة التي يحاول بها نظام طهران لفت العالم إليه ومحاولة الهروب من أزماته الداخلية، التي تزداد ضراوة يوماً بعد يوم، نتيجة الانهيار الاقتصادي وتصاعد حالة الغضب الشعبي، كثّفت هذه الممارسات من صورته القاتمة، كنظام رجعي، يضاعف من عزلته السياسية بسبب أفعاله الإرهابية التي بات يمارسها على نطاق واسع وعلني.

يعتقد النظام الإيراني أنه قادر على ابتزاز العالم من خلال خنق المضايق البحرية بشكل مباشر في الخليج العربي أو عبر عملائه الحوثيين، الذين يلوّحون بين الفينة والأخرى بقدرتهم على استهداف مضيق باب المندب في البحر الأحمر، وما ظنه العالم قراراً طائشاً جاء في إطار صراع مزعوم بين أجنحة الصقور والحمائم، الذي روجت له بعض وسائل الإعلام، عقب استهداف قراصنة الحرس الثوري الإيراني لأربع سفن قبالة السواحل الإماراتية في الثاني عشر من مايو الماضي، اتَّضح انه سياسة إيرانية ممنهجة أكدها تكرار الاعتداء على ناقلات النفط في المنطقة ذاتها تقريباً، وربما بالطريقة ذاتها التي استخدمت في العملية الإرهابية الأولى.


ومن بين ضبابية المشهد والعلامات المقلقة التي تلوح في الأفق، تبرز العديد من المعطيات الإيجابية الجديدة التي تشير إلى إمكانية تبلور موقف دولي موحد تجاه تجاوزات طهران، وانضمام فاعلين دوليين جدد، لمعسكر الدول التي تدرك خطر التساهل مع هذا النظام وممارساته التي تجاوزت الإقليم، لتتحول إلى عبء عالمي، إلى الدرجة التي بات يقال فيها إنه باستثناء ما تفعله الجماعات الإرهابية؛ لم تهدد أي «دولة» أمن واستقرار العالم، كما تفعل إيران اليوم.


كما أن التحول الجديد وربما الأكثر إيجابية، الذي كشفت عنه الأحداث الأخيرة والمتسارعة في المنطقة، هو تحول إيران إلى فاعل إرهابي مباشر، بعد أن كانت تكتفي بإدارة الفوضى عن طريق أذرعها العسكرية في اليمن ولبنان والعراق وأفغانستان وغيرها من الدول، حيث أصبحت اليوم، مدفوعة بحالة من الارتباك الفائض، تقوم بتلك العمليات مباشرة عن طريق حرسها الثوري، ما يؤكد عمق الأزمة الداخلية التي يعاني منها النظام، وتضاعف رغبته في خلط الأوراق والهروب إلى الهاوية.