الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

هل تجاوزت إيران الخطوط الحمراء؟

يوماً تلو الآخر.. يتصاعد السؤال: «هل باتت المواجهة العسكرية المسلحة مع إيران أمراً واجب الوجود، كما تقول جماعة الفلاسفة؟»

باختصار غير مخلٍ، وبما يسمح المسطح المتاح للكتابة، نشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تتطلع إلى الحرب، وهذا مبدأ للرئيس ترامب، حتى ومن قبل أن يدخل البيت الأبيض. إنه يريد حفظ الدم الأمريكي، وعدم إراقته، ومن ناحية أخرى لا يود تكرار مأساة الدخول في غزو العراق والخسائر التي تجاوزت تريليونات الدولارات.

لكن ترامب، ومن ناحية ثانية، لا يتطلع إلى تكرار أخطاء الرئيس أوباما، ذاك الذي اكتفى بمبدأ «القيادة الأمريكية من خلف الكواليس»، الأمر الذي تسبب بخسارة الإمبراطورية الأمريكية مربعات قوة ونفوذ عدة حول العالم، استطاع خصمه بوتين أن يملأها، بقوة وجدارة.


ما بين المشهدين يكاد الأمر يكون كالتالي: إنه من غير المقبول ترك إيران تمضي سادرة في غيها وعربدتها على النحو الذي نراه، وفي هذا الإطار يمكن القول إن توجهاً أمريكياً جديداً، نواته البنتاغون ومجلس الأمن القومي الأمريكي، يذهب إلى أنه من الممكن، بل من الواجب، أن تدفع إيران ثمن اعتداءاتها الأخيرة، بطريقة أو بأخرى.


إيران وكما هو واضح لا تسعى إلى مواجهة عسكرية شاملة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها في الوقت نفسه لا تتوقف عن إرهاب جيرانها وحلفاء أمريكا.

تمضي طهران عبر أذرعها الميليشياوية في المنطقة، تثير الشغب والقلاقل، تعترض حركة الملاحة وربما تعوقها في المياه الدولية في الخليج العربي، وتستخدم الحوثي لإشاعة الذعر في المملكة العربية السعودية، وها هي تهدد مصر والسودان بصواريخ طهران الباليستية.

رويداً رويداً .. تقترب طهران من الخطوط الحمراء، والمتمثلة في استهداف المصالح الأمريكية والجنود الأمريكيين في المنطقة، والبداية جرت مع طائرة الدرونز الأمريكية التي تم إسقاطها، وهناك روايتان، واحدة تقول إنها كانت فوق إيران مباشرة، والأخرى تشير إلى أنها فوق مياه الخليج.

لا فارق كبيراً في واقع الحال، فقد بات مؤكداً أن صواريخ إيران تطال طائرات أمريكا من غير طيار، وربما تطال حال الاختبار الطائرات بطيارين أمريكيين.

هذا هو الخط الأحمر الأول، الاقتراب من الأهداف أو الأشخاص الأمريكيين، وهو المبرر الأول الأكبر والأخطر الذي يمكّن الرئيس ترامب من التصدي والتحدي لمجلس النواب الرافض للدخول في مواجهات مع الإيرانيين، إذ سيثبت جدياً أن هناك مخاطر كبرى تتصل بالأهداف والمصالح الأمريكية الحيوية.

تحاول إيران جاهدة عدم الاقتراب من تلك الخطوط، لكن غطرستها العمياء سوف تدفعها قصداً أو بطريق غير مباشر للدخول في عمق المأساة، وما أحاديث جنرالات طهران عن استطاعتهم استخدام صواريخهم لإغراق حاملات الطائرات الأمريكية إلا اقتراب قاتل من خطوط أمريكا التي ستفتح بوابات جهنم عليهم.

المتابع للتصريحات الخارجة من إيران يدرك كيف أن الصراع في ومن حول مضيق هرمز قادم لا محالة، والحرس الثوري الإرهابي وضع منذ زمن الخطط للانفجار المقبل، وهو ما لن تقبله قوى المجتمع الدولي، والولايات المتحدة في مقدمة الجميع.

حين تحرك أمريكا 1000 جندي، فهذا للردع، أما حين تحرك سرب طائرات «أف -15 أيه» و«سترايك إيغل» الضارب، فهذا معناه أن إيران اقتربت وربما لامست الخطوط الحمراء، والأسوأ قادم لها لا محالة.