الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الحكم وتخصيب العقل

يبدأ قضاة الملاعب معسكراتهم الداخلية والخارجية الشهر المقبل من أجل التحضير للموسم الجديد. برنامج الحكام حافل بالأنشطة والفعاليات البدينة والتقنية، وهذا أمر جيد، لأن تقليل الأخطاء يجب أن يكون هدفاً رئيساً في معسكر ألمانيا، وهذا الهدف يتحقق من خلال التدريب الجيد والتركيز ومراجعة أداء الموسم السابق.في الوقت الذي ناقشت فيه لجنة الحكام باتحاد الكرة إيجابيات قضاتها في اجتماعها الأخير، لم تغفل السلبيات من أجل الحد منها في الموسم الكروي المقبل.

هناك جهد جماعي واضح لقضاة الملاعب من خلال التدريبات وورش العمل والمعسكرات، لكن العمل الفردي مهم للحكم نفسه، أي لا بد أن يشتغل كل حكم على نفسه من أجل تطوير مهاراته ووضع حد للهفوات العفوية التي يرتكبها خلال المنافسات المحلية.

المعسكرات وورش العمل والمحاضرات والخبرات التقنية كلها أمور حيوية، لكن التميز يتطلب جهداً مضاعفاً من الحكم نفسه.


تتوافر تقنية متقدمة لدى إدارة الحكام ولديها أشرطة المباريات، لذا يستطيع كل حكم أن يطلب المباريات التي أدارها وأحدثت جدلاً لدى الجمهور واللاعبين والمحللين، ثم يراجع الحالات التي أثارت الجدل ليتعرف إلى قوة أدائه أو ضعفه في ظروف هادئة بعيداً عن الضغوط.


نجاح قضاة الملاعب محلياً يضعهم تحت الضوء ويتيح لهم المشاركة في قيادة المباريات القارية والدولية، وهذا المشروع يجب أن يبقى حاضراً في الأذهان وفي الخطط وبرامج الإعداد.

نجح الحكام في التعامل مع تقنية «فار»، حتى وأن ظهرت بعض الانتقادات، لكن المهم أن يبقى الحكم الإماراتي يقظاً يعتمد على طاقته البدنية، مع تنشيط نشاطه الذهني وتخصيب عقله بالمعرفة لكي يبقى في أفضل حالات التركيز.

المنافسة بين قضاة الملاعب أنفسهم مهمة جداً لأنها تبني شخصية الحكم المميز، والمنافسة تكون في التدريبات وفهم التعديلات وطريقة التعامل مع الضيف التقني «فار».

مسؤوليات الحكام كبيرة ومعقدة وصعبة، لكن أسرة كرة القدم تثق بعناصر التحكيم وبقدرتهم على مواجهة الصعاب والتحديات بالحكمة وبمزيد من الجد والعمل.