الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

نهاية مشروع الإخوان

نهاية مشروع الإخوان
بعد يومين يحتفل الشعب المصري بالذكرى السادسة لثورته المجيدة التي لم تسقط حكم جماعة الإخوان في مصر فقط، بل أسقطت مشروعهم في المنطقة ككل، وأجهضت حلمهم التاريخي بإقامة «الدولة الإسلامية»، الذي تمخض بعد سقوط الخلافة العثمانية، حيث قامت الجماعة على فكرة أن الإسلام «دين ودولة»، ونضجت هذه الفكرة مع مفهوم «الحاكمية» التي أسسها أبو الأعلى المودودي، واستلهمها وطورها سيد قطب.

في سبيل تحقيق مشروعها السياسي قامت جماعة الإخوان بإقحام الدين في معترك الصراع السياسي، وأخضعت الإسلام لأكبر عملية تسييس حيث غلبت جانبه الدنيوي على جانبه العقدي والأخلاقي، وحولته من «عقيدة جامعة» للأمة، إلى «أيديولوجية سياسية» مفرقة، منزلة إياه من إطاره المطلق إلى أضيق المساحات.

فمنذ ذلك الوقت، أدرك حسن البنا، أهمية الدين وتأثيره في المجال السياسي، ونافس الدولة على هذا الرأسمال الذي طالما كان حكراً لها، منذ بدايات العصور الإسلامية مروراً بفترة سيادة الفكر التقدمي بمدارسه المختلفة، إلى أن نجحت الجماعة في الاستيلاء عليه وادعاء التعبير باسمه، وتمثيله لدى الشعب.


وعلى الرغم مما طبع مشروع الجماعة، منذ ظهورها، من كونها حركة تدعي أنها تسعى للإصلاح الاجتماعي، إلا أنها لم تقدم، ولا حتى في السنة التي حكمت فيها مصر، بديلاً يحل المشكلات التي واجهت المجتمعات العربية والإسلامية، بل كل ما فعلته أنها أعادت المجتمع للماضي عبر إعادة تمثيل هذا الماضي في الحاضر، وعملت على تجريف الساحة الفكرية والسيطرة عليها، كما قامت بشحن الشباب العربي بأفكار انقلابية، وشرعنت العنف باسم «الحاكمية»، وكفرت الأنظمة والمجتمعات، مما كلفنا سنوات من الدم، وسيكلفنا، إن لم نستأصل هذه الأفكار من جذورها.


لقد قادت أفكار جماعة الإخوان، إلى إدخال المجتمعات في دوامة من الصراعات الدينية والفكرية والسياسية والاجتماعية التي قد لا تخرج منها إلا بعد وقت طويل.

وبعيداً عما يردده البعض، والغرب تحديداً، من مقولات إسلام سياسي معتدل، وإسلام سياسي متشدد، فكل الحركات السياسية الإسلامية تنهل من ذات المنبع وتقتات من ذات أفكار الإخوان: «الجهاد، العنف»، «الحاكمية»، «الدولة الإسلامية»، «المجتمعات الكافرة».

لقد ثار الشعب المصري يوم 30 يونيو من أجل حماية هويته ودولته الوطنية، وكانت أول خطوة على المسار الصحيح، ولن يكتمل نصاب هذه الخطوة إلا باستئصال جذور هذا الفكر المتطرف من كل الدول والمجتمعات.