الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

هل فكرتم في الوقف؟

هل فكرتم في الوقف؟

الكاتب عبد الله الكمالي

جاء في الحديث الصحيح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال له: يا رسول الله إني أصبت أرضاً بخيبر لم أصب مالاً قط أنفس عندي منها، فما تأمر به؟ قال: إن شئت حبّست أصلها، وتصدّقت بها.

فتصدق بها عمر، لا تباع ولا توهب ولا تورث، وتصدق بها في الفقراء، وفي القربى وفي الرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل، والضيف، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف، ويطعم غير متمول.

وفي الحديث المعروف: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.


ومن معاني الصدقة الجارية: الوقف، فالوقف مثل الشجرة التي يأكل صاحبها ثمرتها في الحياة، بخلاف الوصية التي قد يقع التأخير في تنفيذها بسبب خلاف الورثة في بعض الأحيان، فالمُوقِف يبادر في التقرب إلى الله بالوقف.


والصحابة الكرام بادروا بوقف ما يقدرون عليه لوجه الله تعالى، ولو شاور الواحد منا بعض الجهات الرسمية المتخصصة في الوقف وسألهم عن المشاريع الوقفية المتميزة فلعله يوفق إلى عمل وقفي عظيم لا يكلف إلا مبالغ يسيرة، وأجرها دائم ومستمر لا ينقطع بموت الواقف إن شاء الله تعالى.

كما يمكن أن نفكر بطريقة مبتكرة في مسائل الوقف، فأحياناً قد يحتاج بعض الفقراء إلى وقف يتعلق بالماء والسقي والطعام، وبعضهم إلى وقف يتعلق بمسائل العلاج والتداوي، وفي بعض البلدان قد يحتاجون إلى وقف يتعلق بالتعليم وتحفيظ القرآن الكريم، فاختر ما شئت من هذه الأعمال الطيبة وتقرب إلى الله بها.

ومن الأمور الجميلة أن تتعاون بعض العوائل في الوقف، فقد يتشارك الشباب في مجلس مّا بالتنسيق مع جمعية خيرية في حفر بئر وإيقافه على الفقراء والمساكين، وبعض الأخوات في بعض جهات العمل قد يتشاركن في وقف خيري يتعلق بالعلاج والتداوي.

ومن أوقف شيئاً فليحرص على إعلام أولاده وذريته به، وليحرص أيضاً على توجيه أولاده بأن لا يتركوا هذه الأوقاف ويتعهدوها بالرعاية والاهتمام، فكم من أوقاف كانت سبباً عظيماً لحسنات كثيرة.