الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

يا أطيب الناس

كان الفراق ولا يزال حدثاً محزناً، ويكتنز في طياته كثيراً من المشاعر المؤلمة، ويصبح وقعه أقسى عندما يكون فراقاً سرمدياً لا يمكن التسلية عنه بالأمل ولو كان كاذباً .. وماذا لو كان في أقرب الناس إلينا؟

أيبقي الموتُ للذات طعماً وما اللذاتُ إن رحل الحبيبُ

لقد كان لخبر وفاة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي وقع مؤلم على أهل الشارقة والإمارات، بل والعالم العربي بأسره، ومما زاد من وقع الفجيعة أنها كانت مفاجئة للجميع، ولم يمهد لها بعارض كالمرض، وبلغت المصيبة أوجّها عندما اختطف زهرة شيخنا وضمير أمتنا ووالدنا الذي يفيض عطفاً على شعبه ولا يفوّت فرصة للإطلال عليهم والوقوف على حاجاتهم وأحلامهم.


كلنا أحزننا المصاب، ولكنني أزعم أننا ما استشعرنا فداحة الحدث؛ حتى رأيناها في نظرات صاحب السمو وهو يواري جثمان الفقيد، وشروده المؤلم وهو يستقبل جموع المعزين، لكن بقدر حزني لهذا المصاب الجلل؛ إلا أنها كانت لحظة فارقة في حياة الإماراتيين عامة والشارقيين بشكل خاص، عندما التفّت قلوبهم حول الوالد الحاكم وحرمه وأهل بيته الكرام، وحفتهم بالمشاعر المخلصة والمواساة الصادقة.


كل هذه المحبة والتعاطف ما هو إلا من غرس سموه وصدق اهتمامه ورعايته برعيّته. ولعلها بشرى عاجلة للراحل بالدعاء بالرحمة، وعزاء للشيخ المكلوم في حديث عوف بن مالك، قال: سمعت رسول الله، يقول: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم...) أي تدعون لهم ويدعون لكم.. ولعل في استوداع الله تعالى شيئاً من العزاء.