الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أيام صيفية إيجابية

غير صحيح أن هناك وقت وفراغ يعانيه أبناؤنا وبناتنا خلال عطلة الصيف، قد يكون كسلاً أو عدم تخطيط جيد، لكن الموضوع لا يتعلق بتوقف الدراسة أو عدم وجود مهام ولا مسؤوليات.

من يرد تطوير نفسه وارتقاء سلم المجد، يدرك أن لا وقت لديه، وأنه مطالب بالشعور بالمسؤولية، وأيضاً بالإحساس بقيمة الوقت، وأن يكون ذا ضمير يقظ عندما يمضي وقت ما دون فائدة أو دون علم ومعرفة.

الموضوع لا يتعلق بمركز صيفي مميز ولا بمواصفات ومتطلبات محددة، الموضوع يتعلق بالمبادرة والحضور والاستعداد، وقبلها بالطموح الذي يدفع نحو التقدم والنجاح.


مشاهدة الأفلام وتمضية الوقت مع الأصدقاء والجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الألعاب، جميعها أنشطة جميلة ومرحة، لكنها أنشطة تشجيعية ترويحية وليست رئيسة، أنشطة وظيفتها قضاء بعض الوقت لتغيير جو عندما تكون مندمجاً لإتمام عمل ما أو عند القيام بنشاط حيوي ومهم فيه فائدة وعلم ومعرفة ويحتاج إلى تركيز، عندها تتوجه نحو الترفيه لبعض الوقت لتعيد شحن طاقتك الذهنية، لأن مثل هذه الأنشطة الترفيهية لن تقدم جديداً أو لن تمنحك المعرفة التي تحتاج إليها في مستقبلك.


على كل شاب وفتاة يريدون انتهاز فرصة هذا الوقت الثمين، وقضاء أيام العطلة الصيفية بشكل إيجابي ومفيد أن يبدأوا أولاً بالجلوس مع النفس ومراجعة ما مضى من العام الدراسي والتفكير بالإخفاقات والمنجزات.

جلسة تأملية ومحاسبة النفس يتم خلالها تذكر التصرفات الخاطئة، وتلك الكلمات التي لم تكن في محلها، ثم النظر نحو العام الدراسي المقبل نظرة تفاؤل وتصميم على تلافي الأخطاء.

وهذه المراجعة وقتها الأمثل الآن، وهي الإجازة الدراسية، فلا توجد ضغوط ولا واجبات ولا مهام مدرسية .. الجانب الثاني اتخاذ قرار بتنمية المعرفة والبدء بالتعليم الذاتي، وأقصد التعليم الذي يقوم بالبحث عن الجديد والمبتكر وزيادة الحصيلة المعلوماتية، جوانب من تعلم اللغة الإنجليزية وتقوية الضعف في أي مادة دراسية والتدرب على قدرات عملية جديدة ونحوها أيضاً هذه الأيام هي الوقت الأمثل لها.

لو فكرنا جيداً فإن فتياتنا وأبناءنا الأذكياء المتوثبين نحو المستقبل المشرق، فعلاً لا يملكون وقتاً كافياً.