الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

وصول مستحق للجزائر

استحق المنتخب الجزائري الشقيق الوصول إلى نهائي كأس أمم أفريقيا 2019 في مصر بكل جدارة، بعد المستويات المتصاعدة التي قدمها «الخضر» بداية من دور المجموعات ووصولاً إلى مباراتهم في نصف النهائي أمام نيجيريا.

منتخب الجزائر قدم دروساً ملهمة في هذه النسخة .. بعيداً عن فوزه باللقب القاري الأفريقي أم لا.. إلا أن هذا الفريق توجد به كافة الصفات التي يتمناها أي مدرب، لأنها تساعده في تحقيق الأهداف والمنافسة والوصول إلى أبعد مدى.

حسابياً .. لم تكن الجزائر ضمن المرشحين لتحقيق لقب بطولة «الكان»، وذلك لوجود عدة منتخبات تأهلت إلى مونديال روسيا 2018 من القارة الأفريقية، ولم يكن منتخب الجزائر من ضمنها، وذهب آخرون إلى أن الاتحاد الجزائري في حالة بناء فريق جديد بعد نهاية جيل مجيد بو قرة و زملائه.


لم نسمع الوعود والعديد من التصريحات الرنانة قبل انطلاق البطولة «مثل التي لدينا» .. كانت هناك حالة من الهدوء، وتحولت كافة الضغوطات صوب المنتخبات الأخرى، وظل المنتخب الجزائري يركز فقط على عمله داخل أرضية الملعب.


ربما انتقد كثيرون مستوى رياض محرز نجم مانشستر سيتي في عدة مباريات خلال البطولة، لا سيما أن الجميع كانوا يريدون ظهوره بأفضل صورة، لكن إذا ما عدنا إلى تفاصيل اللاعب فسنجده من النوعية التي تجيد الجوانب التكتيكية وتطبيق عمل المدرب وفقاً للمجموعة وليس اللاعب الفردي الذي يلعب بأسلوب «النجم الأوحد».

وأكد ذلك المدرب جمال بلماضي في مؤتمر صحافي، عندما ذكر أن محرز لا يجيد دور النجومية ويفضّل اللعب ضمن المجموعة، ولذلك نجده ضمن أعمدة غوارديولا أحد أفضل مدربي العالم، وهذا ليس بالأمر السهل إطلاقاً.

وبرهن محرز على أهمية «صناعة الفارق» عندما سجل هدف التأهل إلى النهائي بكل إتقان وفي وقت قاتل، ليخطف الأنظار في مباراة واحدة من جميع النجوم الذين كانت التوقعات تشير إليهم.

الجزائر قدمت كرة شاملة .. بأسلوب سلس وبسيط جداً .. مبني على الروح والرغبة الكبيرة لدى اللاعبين والنوعية الجيدة والاجتهاد .. وقدمت درساً عسى ولعل يستفاد منه.