الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

محمد بن زايد والصين

منذ قيام دولة الإمارات في ديسمبر 1971 اعترفت الصين بهذه الدولة الجديدة على ضفاف الخليج العربي، ومنذ ذلك التاريخ بدأت علاقة مميزة بين البلدين، تلك الدولة العظمى بمساحتها الجغرافية وتعدادها السكاني وحضارتها العريقة، ودولة الإمارات الصغيرة بجغرافيتها والقليلة بتعدادها السكاني والثرية بحضارتها العربية والكبيرة جداً بطموحها وحلمها بمستقبل عظيم.

مضت السنوات وتطورت العلاقة بين البلدين وعلى الرغم من الاختلافات الشكلية بينهما إلا أنهما اشتركا دائماً بتشابه روحيهما من خلال ما يتميزان به من طموح نحو التقدم والريادة والوجود في مصاف دول العالم المتقدم وتشابههما في المبادئ السياسية التي تقوم على أسس بناء علاقات إيجابية مع دول العالم واحترام الآخر ونشر السلام بين شعوب العالم.

لقد نجحت الصين في السنوات الماضية في تحقيق معجزة صناعية وتكنولوجية واقتصادية وسياسية وأصبحت محط أنظار العالم، ومن خلال قوتها الناعمة ومنافستها الهادئة أوجدت لنفسها مكاناً متميزاً بين دول العالم ونجحت في أن تغير نظرة العالم إليها من دولة نامية إلى دولة ذات ثقل اقتصادي حقيقي ووزن سياسي مؤثر.


واستثمار دولة الإمارات لعلاقتها مع الصين هو تطور طبيعي لعلاقة بنيت على الثقة والاحترام المتبادلين تبعهما شراكات تجارية واقتصادية قوية استفاد منها البلدان وستعود بفوائد أكثر في السنوات المقبلة.


أما «زيارة الدولة» التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للصين غداً، فهي دليل على المكانة الاستثنائية التي يحظى بها سموه لدى الصين، فشخصية الشيخ محمد بن زايد ودوره العالمي أصبحا محل تقدير دولي وهذا ما لم يأت من فراغ، وإنما من جهد سموه المتواصل في القيام بكل ما يخدم شعوب ودول العالم ونشر السلام ومحاربة التطرّف والإرهاب والتشجيع على البناء والتنمية والتعليم في العالم.

فقد نجح الشيخ محمد بن زايد بشخصيته الكاريزمية ومواقفه الصريحة والصادقة في جميع قضايا العالم في أن يلعب دوراً إيجابياً انعكس بشكل مباشر على احترام العالم لشخصه ولدولة الإمارات. والصين لها احترام خاص لدى الشيخ محمد بن زايد الذي ينظر إلى هذه الدولة وحضارتها العريقة بكل تقدير.

كما تعكس هذه الدعوة لسموه إلى الصين نجاح السياسة الخارجية الإماراتية في لعب دور متميز مع دول العالم شرقاً وغرباً وهذا ما نحن بحاجة إلى الاستمرار فيه، فموقع دولة الإمارات الجغرافي يجعلها تلعب دوراً إيجابياً في هذا العالم وتخلق علاقات متميزة مع جميع دول العالم وهي بذلك تفيد وتستفيد على المديين القريب والبعيد.